[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عصر الدولة الوسطى – عصر الرخاء الاقتصادى
الأسرتان 11 و12 (2124-1778 ق.م)
اهتم ملوك الدولة القديمة ببناء الأهرامات، وإقامة المعابد، ونحت
التماثيل، على عكس ملوك الدولة الوسطى الذين اهتموا بالمشروعات التى تعود
على جميع أفراد الشعب بالخير والرخاء، مثل مشروعات الرى، والاهتمام
بالزراعة والتجارة، والنهوض بالبلاد نهضة شاملة فى جميع نواحيها.
أشهر ملوك الدولة الوسطى وإنجازاتهم
- الملك منتوحتب الثانى
هو مؤسس الأسرة الحادية عشرة، اتخذ موطنه "طيبة" عاصمة لمملكته، وإليه
يرجع الفضل فى نهضة البلاد، وإعادة الوحدة إليها، ونشر الأمن والقضاء على
الفتن. لهذا قدره المصريون القدماء، وصوروه بجانب الملك "مينا" موحد
القطرين، والملك "أحمس" قاهر الهكسوس ومؤسس الدولة الحديثة.
- الملك إمنمحات الأول
كان "إمنمحات الأول" وزيراً لآخر ملوك الأسرة الحادية عشرة، ولما مات
الملك دون وريث، أعلن "إمنمحات" نفسه ملكاً على مصر. وبذل جهداً كبيراً
لإخضاع حكام الأقاليم لسلطانه. كما اتخذ عاصمة جديدة فى موقع متوسط بين
الوجهين القبلى والبحرى هى "إثيت تاوى" ومعناها القابضة على الأرضين،
ومكانها حالياً قرية "اللشت" جنوب مدينة "العياط" بمحافظة الجيزة. قضى
"إمنمحات الأول" على غارات الآسيويين والليبيين على أطراف الدلتا، ونجح فى
تأديب العصاة فى بلاد النوبة
- الملك سنوسرت الثالث Senusret III
من أهم ملوك الأسرة الثانية عشرة، نظراً لقدرته الإدارية والعسكرية. قاد
الحملات بنفسه إلى بلاد النوبة، وأقام بها سلسلة من الحصون أهمها قلعتا
"سمنة وقمنة" فيما وراء الجندل الثانى على حدود مصر الجنوبية عند "وادى
حلفا". ومدّ حدود مصر إلى ما وراء حدود آبائه، وزاد فيها، وناشد خلفاءه أن
يحافظوا على تلك الحدود:
"إن من يحافظ من أبنائى على هذه الحدود التى أقمتها فإنه ابنى وولدى …
وإنه لأشبهه بالابن الذى حمى أباه والذى حفظ حدود من أعقبه …، أما الذى
يهملها ولا يحارب من أجلها فليس بابنى ولم يولد منى…" – من نقش للملك
"سنوسرت الثالث" على أحد النصب التى أقامها فى بلاد النوبة.
أمر الملك "سنوسرت الثالث" بحفر قناة فى شرق الدلتا تصل بين أقصى فروع
النيل شرقاً، وخليج السويس،وهى أقدم اتصال مائى بين البحرين الأحمر
والمتوسط، وقد سماها الإغريق "قناة سيزوستريس" نسبة إلى الملك "سنوسرت
الثالث". ومن الفوائد التى عادت على البلاد من حفر "قناة سيزوستريس"
ازدياد النشاط التجارى وتوثيق الصلات التجارية بين مصر وبلاد "بونت"
(الصومال الحالية)، وأيضاً ازدياد النشاط التجارى بين مصر وبلاد الشام،
وجزر البحر المتوسط، مثل كريت وقبرص
.
- الملك إمنمحات الثالث Amenemhet III
تمثال من الجرانيت للملك "أمنمحات الثالث"، وهو معروض بالمتحف البريطانى فى لندن.
وجه الملك "إمنمحات الثالث" (من ملوك الأسرة الثانية عشرة) جهده للتنمية
واستثمار موارد البلاد الطبيعية. وارتبط اسمه بعمله العظيم فى منطقة
الفيوم، إذ بنى سداً لحجز المياه عند "اللاهون" أنقذ به مساحة كبيرة من
الأراضى كانت ضائعة فى مياه الفيضان، وأضافها إلى المساحة المزروعة فى
مصر، وقد عرف هذا السد فيما بعد بـ"سد اللاهون". كما أقام الملك "إمنمحات
الثالث" مقياساً فى الجنوب عند قلعة "سمنة" للتعرف على ارتفاع الفيضان،
والذى كان يتم على أساسه تقدير الضرائب. وبنى هرمه الشهير عند بلدة
"هوارة" بالفيوم، وأقام معبداً ضخماً أطلق عليه فيما بعد "قصر التيه"
لتعدد حجراته، حيث كان من الصعب على الزائر الخروج منه بعد دخوله. كتب
المؤرخ اليونانى "هيرودوت" يصف قصر التيه: "إنه يفوق الوصف، يتكون من 12
بهواً، ومن 3 آلاف غرفة، نصفها تحت الأرض، ونصفها الآخر فوقها، والغرف
العليا تفوق ما أخرجه الإنسان من آثار، إذ أن سقوفها كلها قد شيدت من
الأحجار، ويحيط بكل بهو أعمدة مصنوعة من الأحجار البيضاء
عصر الاضمحلال الثانى (1778-1570 ق.م)
الأسرات 13-17
نهاية الدولة الوسطى
كانت نهاية الدولة الوسطى شبيهة إلى حد كبير بنهاية الدولة القديمة، فبعد
وفاة الملك "إمنمحات الثالث" ضعفت قوة فرعون، وبدأ الصراع بين حكام
الأقاليم، وحلت الفوضى، وعادت البلاد إلى التفكك. وسقطت البلاد فريسة فى
يد الأجانب، فقد دخلتها قبائل من البدو أتوا من غرب آسيا يعرفون باسم
"الهكسوس" احتلوا شمالها ووسطها، وظلوا بها قرنين من الزمان. يقول المؤرخ
المصرى "مانيتون" عن أسباب سقوط مصر فى أيدى الهكسوس: "إن الرعاة قد
استولوا على مصر فى سهولة، واجتاحوها فى غير حرب، لأن المصريين كانوا
يومئذ فى ثورة واضطراب …".
غزو الهكسوس لمصر
من هم الهكسوس؟ الهكسوس فى اللغة المصرية القديمة معناها "حكام البلاد
الأجنبية"، وهم قبائل بدوية آسيوية، جاءت من فلسطين، وأسماهم المصريون
الرعاة، لأنهم اغتصبوا بلادهم دون حق. تسللت تلك القبائل إلى شرق الدلتا،
واستقرت فى مدينة "أواريس" ("صان الحجر" قرب مدينة الزقازيق الآن)
واتخذتها عاصمة، وواصلت زحفها جنوباً حتى احتلت مدينة "منف"، ومصر الوسطى.
وفى الوقت نفسه سيطر النوبيون على الجزء الجنوبى من البلاد، ولم يبق
مستقلاً سوى جزء يحكمه أمراء طيبة.
العربة التى أدخلها الهكسوس فى مصر واستخدمت كسلاح مركبات فى الحرب.
ومن الأسباب التى ساعدت الهكسوس على احتلال مصر بسهولة: اضطراب الأحوال فى
مصر بسبب الفوضى وضعف الحكام، وتفوق الهكسوس نتيجة كثرتهم العددية،
ومهارتهم فى فنون القتال، فقد كانوا يستخدمون الخيول والعجلات الحربية
التى تجرها الخيول، والسيوف والأقواس البعيدة المدى، وهى أسلحة لم يعرفها
المصريون من قبل.
موقف الهكسوس من المصريين وموقف المصريين منهم
أساء الهكسوس معاملة المصريين، فأحرقوا المدن والقرى، بغير رحمة، وهدموا
المعابد، وذبحوا بعض السكان، واجبروا المصريين على دفع ضرائب جديدة،
وشيدوا القلاع والحصون. وبمرور الزمن، تأثر الهكسوس بالحضارة المصرية،
فتمصروا وقلدوا الفراعنة فى أسمائهم وأزيائهم وتقاليدهم، وتكلموا اللغة
المصرية، واعتنقوا ديانة المصريين.
لم يطمئن المصريون القدماء للهكسوس، وظلوا يكرهون حكمهم، وينظرون إليهم
نظرة احتقار لأنهم سلبوهم استقلال بلادهم وحرية وطنهم. وأخذت تقوى الروح
الوطنية بين المصريين مع الأيام، وصمموا على طرد الهكسوس وتحرير الوطن.
- الملك إمنمحات الثالث Amenemhet III
تمثال من الجرانيت للملك "أمنمحات الثالث"، وهو معروض بالمتحف البريطانى فى لندن.
وجه الملك "إمنمحات الثالث" (من ملوك الأسرة الثانية عشرة) جهده للتنمية
واستثمار موارد البلاد الطبيعية. وارتبط اسمه بعمله العظيم فى منطقة
الفيوم، إذ بنى سداً لحجز المياه عند "اللاهون" أنقذ به مساحة كبيرة من
الأراضى كانت ضائعة فى مياه الفيضان، وأضافها إلى المساحة المزروعة فى
مصر، وقد عرف هذا السد فيما بعد بـ"سد اللاهون". كما أقام الملك "إمنمحات
الثالث" مقياساً فى الجنوب عند قلعة "سمنة" للتعرف على ارتفاع الفيضان،
والذى كان يتم على أساسه تقدير الضرائب. وبنى هرمه الشهير عند بلدة
"هوارة" بالفيوم، وأقام معبداً ضخماً أطلق عليه فيما بعد "قصر التيه"
لتعدد حجراته، حيث كان من الصعب على الزائر الخروج منه بعد دخوله. كتب
المؤرخ اليونانى "هيرودوت" يصف قصر التيه: "إنه يفوق الوصف، يتكون من 12
بهواً، ومن 3 آلاف غرفة، نصفها تحت الأرض، ونصفها الآخر فوقها، والغرف
العليا تفوق ما أخرجه الإنسان من آثار، إذ أن سقوفها كلها قد شيدت من
الأحجار، ويحيط بكل بهو أعمدة مصنوعة من الأحجار البيضاء
عصر الاضمحلال الثانى (1778-1570 ق.م)
الأسرات 13-17
نهاية الدولة الوسطى
كانت نهاية الدولة الوسطى شبيهة إلى حد كبير بنهاية الدولة القديمة، فبعد
وفاة الملك "إمنمحات الثالث" ضعفت قوة فرعون، وبدأ الصراع بين حكام
الأقاليم، وحلت الفوضى، وعادت البلاد إلى التفكك. وسقطت البلاد فريسة فى
يد الأجانب، فقد دخلتها قبائل من البدو أتوا من غرب آسيا يعرفون باسم
"الهكسوس" احتلوا شمالها ووسطها، وظلوا بها قرنين من الزمان. يقول المؤرخ
المصرى "مانيتون" عن أسباب سقوط مصر فى أيدى الهكسوس: "إن الرعاة قد
استولوا على مصر فى سهولة، واجتاحوها فى غير حرب، لأن المصريين كانوا
يومئذ فى ثورة واضطراب …".
غزو الهكسوس لمصر
من هم الهكسوس؟ الهكسوس فى اللغة المصرية القديمة معناها "حكام البلاد
الأجنبية"، وهم قبائل بدوية آسيوية، جاءت من فلسطين، وأسماهم المصريون
الرعاة، لأنهم اغتصبوا بلادهم دون حق. تسللت تلك القبائل إلى شرق الدلتا،
واستقرت فى مدينة "أواريس" ("صان الحجر" قرب مدينة الزقازيق الآن)
واتخذتها عاصمة، وواصلت زحفها جنوباً حتى احتلت مدينة "منف"، ومصر الوسطى.
وفى الوقت نفسه سيطر النوبيون على الجزء الجنوبى من البلاد، ولم يبق
مستقلاً سوى جزء يحكمه أمراء طيبة.
العربة التى أدخلها الهكسوس فى مصر واستخدمت كسلاح مركبات فى الحرب.
ومن الأسباب التى ساعدت الهكسوس على احتلال مصر بسهولة: اضطراب الأحوال فى
مصر بسبب الفوضى وضعف الحكام، وتفوق الهكسوس نتيجة كثرتهم العددية،
ومهارتهم فى فنون القتال، فقد كانوا يستخدمون الخيول والعجلات الحربية
التى تجرها الخيول، والسيوف والأقواس البعيدة المدى، وهى أسلحة لم يعرفها
المصريون من قبل.
موقف الهكسوس من المصريين وموقف المصريين منهم
أساء الهكسوس معاملة المصريين، فأحرقوا المدن والقرى، بغير رحمة، وهدموا
المعابد، وذبحوا بعض السكان، واجبروا المصريين على دفع ضرائب جديدة،
وشيدوا القلاع والحصون. وبمرور الزمن، تأثر الهكسوس بالحضارة المصرية،
فتمصروا وقلدوا الفراعنة فى أسمائهم وأزيائهم وتقاليدهم، وتكلموا اللغة
المصرية، واعتنقوا ديانة المصريين.
لم يطمئن المصريون القدماء للهكسوس، وظلوا يكرهون حكمهم، وينظرون إليهم
نظرة احتقار لأنهم سلبوهم استقلال بلادهم وحرية وطنهم. وأخذت تقوى الروح
الوطنية بين المصريين مع الأيام، وصمموا على طرد الهكسوس وتحرير الوطن.
كفاح المصريين ضد الهكسوس
قاد أمراء طيبة الكفاح ضد الهكسوس، بعد أن بسطوا سيطرتهم على صعيد مصر
وأسسوا الأسرة السابعة عشر. وعندما خاف الهكسوس من ازدياد قوة المصريين،
رأى ملكهم أن يستفز أمير طيبة، وأرسل إليه رسولاً يقول له: "أسكتوا أفراس
الماء فى البحيرة الشرقية بطيبة، فضجيجها يحرمنى من النوم نهارى وليلى،
وأصواتها تطن فى مسامع مدينتى".
كان هذا الطلب غريباً وخاصة إذا علمنا أن "طيبة" تبعد عن "أواريس" بمئات
الكيلومترات، ولكن الذى كان يقلق ملك الهكسوس هو نشاط "سقنن رع" أمير طيبة
ورجاله. رفض أمير طيبة هذا الطلب الغريب، وقامت الحرب بين الهكسوس وإمارة
طيبة، سقط خلالها "سقنن رع" شهيداً على أرض المعركة. فكان "سقنن رع" أول
حاكم يستشهد فى سبيل تحرير وطنه. وخلفه ابنه "كاموزة" فى قيادة الكفاح ضد
الغزاة، وكانت أمه العظيمة "أياح حتب" تشجعه إلى أن استشهد كذلك فى معركة
الحرية.
أحمس وطرد الهكسوس
دعت "أياح حتب" ابنها الثانى "أحمس" لقيادة شعبه الثائر، فأعد جيشاً قوياً
مدرباً على فنون الحرب واستخدام العجلات الحربية (التى كان يستعملها
الهكسوس)، وانضم إلى جيش التحرير الكثير من المواطنين. زحف "أحمس" إلى
الشمال، وشدّد الهجوم على الهكسوس فى عاصمتهم "أواريس" حتى دخلها، وظل
يطاردهم عبر شمال سيناء حتى فلسطين، وتشتت شملهم عند حصن "شاروهين" ولم
يظهر اسمهم بعد ذلك فى التاريخ. عاد "أحمس" إلى وطنه منتصراً، واستقبله
شعب مصر استقبالاً رائعاً. وبذلك انتهت من تاريخ مصر فترة احتلال أجنبى
بغيض، وبدأت فترة جديدة من المجد والفخار بقيام عصر الدولة الحديثة.
عصر الدولة الوسطى – عصر الرخاء الاقتصادى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الأسرتان 11 و12 (2124-1778 ق.م)
اهتم ملوك الدولة القديمة ببناء الأهرامات، وإقامة المعابد، ونحت
التماثيل، على عكس ملوك الدولة الوسطى الذين اهتموا بالمشروعات التى تعود
على جميع أفراد الشعب بالخير والرخاء، مثل مشروعات الرى، والاهتمام
بالزراعة والتجارة، والنهوض بالبلاد نهضة شاملة فى جميع نواحيها.
أشهر ملوك الدولة الوسطى وإنجازاتهم
- الملك منتوحتب الثانى
هو مؤسس الأسرة الحادية عشرة، اتخذ موطنه "طيبة" عاصمة لمملكته، وإليه
يرجع الفضل فى نهضة البلاد، وإعادة الوحدة إليها، ونشر الأمن والقضاء على
الفتن. لهذا قدره المصريون القدماء، وصوروه بجانب الملك "مينا" موحد
القطرين، والملك "أحمس" قاهر الهكسوس ومؤسس الدولة الحديثة.
- الملك إمنمحات الأول
كان "إمنمحات الأول" وزيراً لآخر ملوك الأسرة الحادية عشرة، ولما مات
الملك دون وريث، أعلن "إمنمحات" نفسه ملكاً على مصر. وبذل جهداً كبيراً
لإخضاع حكام الأقاليم لسلطانه. كما اتخذ عاصمة جديدة فى موقع متوسط بين
الوجهين القبلى والبحرى هى "إثيت تاوى" ومعناها القابضة على الأرضين،
ومكانها حالياً قرية "اللشت" جنوب مدينة "العياط" بمحافظة الجيزة. قضى
"إمنمحات الأول" على غارات الآسيويين والليبيين على أطراف الدلتا، ونجح فى
تأديب العصاة فى بلاد النوبة
- الملك سنوسرت الثالث Senusret III
من أهم ملوك الأسرة الثانية عشرة، نظراً لقدرته الإدارية والعسكرية. قاد
الحملات بنفسه إلى بلاد النوبة، وأقام بها سلسلة من الحصون أهمها قلعتا
"سمنة وقمنة" فيما وراء الجندل الثانى على حدود مصر الجنوبية عند "وادى
حلفا". ومدّ حدود مصر إلى ما وراء حدود آبائه، وزاد فيها، وناشد خلفاءه أن
يحافظوا على تلك الحدود:
"إن من يحافظ من أبنائى على هذه الحدود التى أقمتها فإنه ابنى وولدى …
وإنه لأشبهه بالابن الذى حمى أباه والذى حفظ حدود من أعقبه …، أما الذى
يهملها ولا يحارب من أجلها فليس بابنى ولم يولد منى…" – من نقش للملك
"سنوسرت الثالث" على أحد النصب التى أقامها فى بلاد النوبة.
أمر الملك "سنوسرت الثالث" بحفر قناة فى شرق الدلتا تصل بين أقصى فروع
النيل شرقاً، وخليج السويس،وهى أقدم اتصال مائى بين البحرين الأحمر
والمتوسط، وقد سماها الإغريق "قناة سيزوستريس" نسبة إلى الملك "سنوسرت
الثالث". ومن الفوائد التى عادت على البلاد من حفر "قناة سيزوستريس"
ازدياد النشاط التجارى وتوثيق الصلات التجارية بين مصر وبلاد "بونت"
(الصومال الحالية)، وأيضاً ازدياد النشاط التجارى بين مصر وبلاد الشام،
وجزر البحر المتوسط، مثل كريت وقبرص
.
- الملك إمنمحات الثالث Amenemhet III
تمثال من الجرانيت للملك "أمنمحات الثالث"، وهو معروض بالمتحف البريطانى فى لندن.
وجه الملك "إمنمحات الثالث" (من ملوك الأسرة الثانية عشرة) جهده للتنمية
واستثمار موارد البلاد الطبيعية. وارتبط اسمه بعمله العظيم فى منطقة
الفيوم، إذ بنى سداً لحجز المياه عند "اللاهون" أنقذ به مساحة كبيرة من
الأراضى كانت ضائعة فى مياه الفيضان، وأضافها إلى المساحة المزروعة فى
مصر، وقد عرف هذا السد فيما بعد بـ"سد اللاهون". كما أقام الملك "إمنمحات
الثالث" مقياساً فى الجنوب عند قلعة "سمنة" للتعرف على ارتفاع الفيضان،
والذى كان يتم على أساسه تقدير الضرائب. وبنى هرمه الشهير عند بلدة
"هوارة" بالفيوم، وأقام معبداً ضخماً أطلق عليه فيما بعد "قصر التيه"
لتعدد حجراته، حيث كان من الصعب على الزائر الخروج منه بعد دخوله. كتب
المؤرخ اليونانى "هيرودوت" يصف قصر التيه: "إنه يفوق الوصف، يتكون من 12
بهواً، ومن 3 آلاف غرفة، نصفها تحت الأرض، ونصفها الآخر فوقها، والغرف
العليا تفوق ما أخرجه الإنسان من آثار، إذ أن سقوفها كلها قد شيدت من
الأحجار، ويحيط بكل بهو أعمدة مصنوعة من الأحجار البيضاء
عصر الاضمحلال الثانى (1778-1570 ق.م)
الأسرات 13-17
نهاية الدولة الوسطى
كانت نهاية الدولة الوسطى شبيهة إلى حد كبير بنهاية الدولة القديمة، فبعد
وفاة الملك "إمنمحات الثالث" ضعفت قوة فرعون، وبدأ الصراع بين حكام
الأقاليم، وحلت الفوضى، وعادت البلاد إلى التفكك. وسقطت البلاد فريسة فى
يد الأجانب، فقد دخلتها قبائل من البدو أتوا من غرب آسيا يعرفون باسم
"الهكسوس" احتلوا شمالها ووسطها، وظلوا بها قرنين من الزمان. يقول المؤرخ
المصرى "مانيتون" عن أسباب سقوط مصر فى أيدى الهكسوس: "إن الرعاة قد
استولوا على مصر فى سهولة، واجتاحوها فى غير حرب، لأن المصريين كانوا
يومئذ فى ثورة واضطراب …".
غزو الهكسوس لمصر
من هم الهكسوس؟ الهكسوس فى اللغة المصرية القديمة معناها "حكام البلاد
الأجنبية"، وهم قبائل بدوية آسيوية، جاءت من فلسطين، وأسماهم المصريون
الرعاة، لأنهم اغتصبوا بلادهم دون حق. تسللت تلك القبائل إلى شرق الدلتا،
واستقرت فى مدينة "أواريس" ("صان الحجر" قرب مدينة الزقازيق الآن)
واتخذتها عاصمة، وواصلت زحفها جنوباً حتى احتلت مدينة "منف"، ومصر الوسطى.
وفى الوقت نفسه سيطر النوبيون على الجزء الجنوبى من البلاد، ولم يبق
مستقلاً سوى جزء يحكمه أمراء طيبة.
العربة التى أدخلها الهكسوس فى مصر واستخدمت كسلاح مركبات فى الحرب.
ومن الأسباب التى ساعدت الهكسوس على احتلال مصر بسهولة: اضطراب الأحوال فى
مصر بسبب الفوضى وضعف الحكام، وتفوق الهكسوس نتيجة كثرتهم العددية،
ومهارتهم فى فنون القتال، فقد كانوا يستخدمون الخيول والعجلات الحربية
التى تجرها الخيول، والسيوف والأقواس البعيدة المدى، وهى أسلحة لم يعرفها
المصريون من قبل.
موقف الهكسوس من المصريين وموقف المصريين منهم
أساء الهكسوس معاملة المصريين، فأحرقوا المدن والقرى، بغير رحمة، وهدموا
المعابد، وذبحوا بعض السكان، واجبروا المصريين على دفع ضرائب جديدة،
وشيدوا القلاع والحصون. وبمرور الزمن، تأثر الهكسوس بالحضارة المصرية،
فتمصروا وقلدوا الفراعنة فى أسمائهم وأزيائهم وتقاليدهم، وتكلموا اللغة
المصرية، واعتنقوا ديانة المصريين.
لم يطمئن المصريون القدماء للهكسوس، وظلوا يكرهون حكمهم، وينظرون إليهم
نظرة احتقار لأنهم سلبوهم استقلال بلادهم وحرية وطنهم. وأخذت تقوى الروح
الوطنية بين المصريين مع الأيام، وصمموا على طرد الهكسوس وتحرير الوطن.
- الملك إمنمحات الثالث Amenemhet III
تمثال من الجرانيت للملك "أمنمحات الثالث"، وهو معروض بالمتحف البريطانى فى لندن.
وجه الملك "إمنمحات الثالث" (من ملوك الأسرة الثانية عشرة) جهده للتنمية
واستثمار موارد البلاد الطبيعية. وارتبط اسمه بعمله العظيم فى منطقة
الفيوم، إذ بنى سداً لحجز المياه عند "اللاهون" أنقذ به مساحة كبيرة من
الأراضى كانت ضائعة فى مياه الفيضان، وأضافها إلى المساحة المزروعة فى
مصر، وقد عرف هذا السد فيما بعد بـ"سد اللاهون". كما أقام الملك "إمنمحات
الثالث" مقياساً فى الجنوب عند قلعة "سمنة" للتعرف على ارتفاع الفيضان،
والذى كان يتم على أساسه تقدير الضرائب. وبنى هرمه الشهير عند بلدة
"هوارة" بالفيوم، وأقام معبداً ضخماً أطلق عليه فيما بعد "قصر التيه"
لتعدد حجراته، حيث كان من الصعب على الزائر الخروج منه بعد دخوله. كتب
المؤرخ اليونانى "هيرودوت" يصف قصر التيه: "إنه يفوق الوصف، يتكون من 12
بهواً، ومن 3 آلاف غرفة، نصفها تحت الأرض، ونصفها الآخر فوقها، والغرف
العليا تفوق ما أخرجه الإنسان من آثار، إذ أن سقوفها كلها قد شيدت من
الأحجار، ويحيط بكل بهو أعمدة مصنوعة من الأحجار البيضاء
عصر الاضمحلال الثانى (1778-1570 ق.م)
الأسرات 13-17
نهاية الدولة الوسطى
كانت نهاية الدولة الوسطى شبيهة إلى حد كبير بنهاية الدولة القديمة، فبعد
وفاة الملك "إمنمحات الثالث" ضعفت قوة فرعون، وبدأ الصراع بين حكام
الأقاليم، وحلت الفوضى، وعادت البلاد إلى التفكك. وسقطت البلاد فريسة فى
يد الأجانب، فقد دخلتها قبائل من البدو أتوا من غرب آسيا يعرفون باسم
"الهكسوس" احتلوا شمالها ووسطها، وظلوا بها قرنين من الزمان. يقول المؤرخ
المصرى "مانيتون" عن أسباب سقوط مصر فى أيدى الهكسوس: "إن الرعاة قد
استولوا على مصر فى سهولة، واجتاحوها فى غير حرب، لأن المصريين كانوا
يومئذ فى ثورة واضطراب …".
غزو الهكسوس لمصر
من هم الهكسوس؟ الهكسوس فى اللغة المصرية القديمة معناها "حكام البلاد
الأجنبية"، وهم قبائل بدوية آسيوية، جاءت من فلسطين، وأسماهم المصريون
الرعاة، لأنهم اغتصبوا بلادهم دون حق. تسللت تلك القبائل إلى شرق الدلتا،
واستقرت فى مدينة "أواريس" ("صان الحجر" قرب مدينة الزقازيق الآن)
واتخذتها عاصمة، وواصلت زحفها جنوباً حتى احتلت مدينة "منف"، ومصر الوسطى.
وفى الوقت نفسه سيطر النوبيون على الجزء الجنوبى من البلاد، ولم يبق
مستقلاً سوى جزء يحكمه أمراء طيبة.
العربة التى أدخلها الهكسوس فى مصر واستخدمت كسلاح مركبات فى الحرب.
ومن الأسباب التى ساعدت الهكسوس على احتلال مصر بسهولة: اضطراب الأحوال فى
مصر بسبب الفوضى وضعف الحكام، وتفوق الهكسوس نتيجة كثرتهم العددية،
ومهارتهم فى فنون القتال، فقد كانوا يستخدمون الخيول والعجلات الحربية
التى تجرها الخيول، والسيوف والأقواس البعيدة المدى، وهى أسلحة لم يعرفها
المصريون من قبل.
موقف الهكسوس من المصريين وموقف المصريين منهم
أساء الهكسوس معاملة المصريين، فأحرقوا المدن والقرى، بغير رحمة، وهدموا
المعابد، وذبحوا بعض السكان، واجبروا المصريين على دفع ضرائب جديدة،
وشيدوا القلاع والحصون. وبمرور الزمن، تأثر الهكسوس بالحضارة المصرية،
فتمصروا وقلدوا الفراعنة فى أسمائهم وأزيائهم وتقاليدهم، وتكلموا اللغة
المصرية، واعتنقوا ديانة المصريين.
لم يطمئن المصريون القدماء للهكسوس، وظلوا يكرهون حكمهم، وينظرون إليهم
نظرة احتقار لأنهم سلبوهم استقلال بلادهم وحرية وطنهم. وأخذت تقوى الروح
الوطنية بين المصريين مع الأيام، وصمموا على طرد الهكسوس وتحرير الوطن.
كفاح المصريين ضد الهكسوس
قاد أمراء طيبة الكفاح ضد الهكسوس، بعد أن بسطوا سيطرتهم على صعيد مصر
وأسسوا الأسرة السابعة عشر. وعندما خاف الهكسوس من ازدياد قوة المصريين،
رأى ملكهم أن يستفز أمير طيبة، وأرسل إليه رسولاً يقول له: "أسكتوا أفراس
الماء فى البحيرة الشرقية بطيبة، فضجيجها يحرمنى من النوم نهارى وليلى،
وأصواتها تطن فى مسامع مدينتى".
كان هذا الطلب غريباً وخاصة إذا علمنا أن "طيبة" تبعد عن "أواريس" بمئات
الكيلومترات، ولكن الذى كان يقلق ملك الهكسوس هو نشاط "سقنن رع" أمير طيبة
ورجاله. رفض أمير طيبة هذا الطلب الغريب، وقامت الحرب بين الهكسوس وإمارة
طيبة، سقط خلالها "سقنن رع" شهيداً على أرض المعركة. فكان "سقنن رع" أول
حاكم يستشهد فى سبيل تحرير وطنه. وخلفه ابنه "كاموزة" فى قيادة الكفاح ضد
الغزاة، وكانت أمه العظيمة "أياح حتب" تشجعه إلى أن استشهد كذلك فى معركة
الحرية.
أحمس وطرد الهكسوس
دعت "أياح حتب" ابنها الثانى "أحمس" لقيادة شعبه الثائر، فأعد جيشاً قوياً
مدرباً على فنون الحرب واستخدام العجلات الحربية (التى كان يستعملها
الهكسوس)، وانضم إلى جيش التحرير الكثير من المواطنين. زحف "أحمس" إلى
الشمال، وشدّد الهجوم على الهكسوس فى عاصمتهم "أواريس" حتى دخلها، وظل
يطاردهم عبر شمال سيناء حتى فلسطين، وتشتت شملهم عند حصن "شاروهين" ولم
يظهر اسمهم بعد ذلك فى التاريخ. عاد "أحمس" إلى وطنه منتصراً، واستقبله
شعب مصر استقبالاً رائعاً. وبذلك انتهت من تاريخ مصر فترة احتلال أجنبى
بغيض، وبدأت فترة جديدة من المجد والفخار بقيام عصر الدولة الحديثة.