طفل وحيد يتيم سنه سبع سنوات، ليس له أهل.. يطلقون علية في بلادنا من أطفال الشوارع . كان يفترش مساء بئر السلم في أحد البيوت الآيلة للسقوط في حارة الطيبين، حتى حن علية المعلم كرم صاحب القهوة وسمح له بالمبيت في القهوة على الأرض بجوار النصبة حتى ينعم بالدفء جسده الطفولى النحيل بدلا من الرطوبة التي أكلت عظامه من النوم تحت بئر السلم. وكان المعلم كرم شديد الكرم معه فقرر أن يصرف لة كل صباح كوب شاي وكان يحضر له معه كل يوم ساندويتش فول ليفطر به . وكان وحيد ينطلق كل صباح إلى عملة في أحد الشوارع الراقية أمام أحد المطاعم والمسماة مطاعم الخمس نجوم، ويقف بجوار إشارة المرور يحمل بيد فوطة صفراء لتلميع السيارات وباليد الأخرى علب مناديل لبيعها لسائقي السيارات وكان هذا هو كل رأس مال وحيد الذي يكتسب منة كل يوم قروش معدودة يشترى منها طعامه ويدخر منها جزء يسير، فقد كان لدية حلم كبير يود تحقيقه هو أن يشترى حذاء لقدميه بعد أن بلى حذائه وبرزت أصابعه من ثقوبه في هذا الشتاء القارس و بلوفر صوف تقية البرد بدلا من تلك الفانلة الرقيقة المهلهلة التي يستر بها جسده . وكثيرا ما جرى هذا الطفل المسكين حتى تقطعت أنفاسه عند مداهمة حملات الشرطة للمكان، بدعوى القبض على المتشردين حتى لا يشوهوا منظر المدينة، وكأن المدينة لا يشوهها سوى هؤلاء المساكين. وكان يلعب مع الشرطة لعبة القط والفأر.. يجرى المسكين كالفأر المذعور ويختبأ في أي عمارة حتى تهدأ الأمور وتنصرف حملة الشرطة ثم يعاود عملة في همة وسعادة ورضا. كما كان لوحيد حلم أخر لا يفارق مخيلته أبدا، فقد كان يتمنى يوما أن يذهب عند الحاتي ويطلب منة أكبر ساندويتش لحمة مشوية في العالم ويجلس ويأكلة في تلذذ كما كان يشاهد كثير من الأطفال في هذا الحي الراقي يحملون الساندويتشات ويأكلونها في سعادة، فهو يريد أن يتذوق ما يتذوقون ويضحك كما يضحكون ولو مرة واحدة في عمرة. وقف وحيد على الرصيف منتظرا توقف الإشارة حتى يبدأ ببيع مناديله وتلميع سيارات السائقين، وفجأة توقفت سيارة فاخرة وأخرج سائقها رأسه من نافذتها مناديا في تكبر على وحيد .. أنت يا ولد .. شوف لي مكان بسرعة أركن فيه العربية. أشرق وجه وحيد البريء وجرى مسرعا إلى البية صاحب السيارة ولسانة يشكر الله .. الحمد لله.. الشغل أهو بدأ. قال وحيد بصوته الطفولى البريء .. تعالى يابية.. أرجع.. أرجع..أيوة ..حضن على الرصيف.. أيوة كده تمام.. بطل العربية يابية.. كله تمام، ثم جرى وحيد وفتح باب السيارة للبية..أتفضل يابية.. ونزل البية وفى يده سيجار فاخر قائلا لوحيد في غلظة وتهديد، العربية دى عايزها تبرق وتخلى بالك منها،وأي خد ش حيحصل فيها حكسر لك رقبتك.. فاهم؟ أجاب وحيد في ذله متخافش يابية، يابية حخلى بالى منها وحخليها لك تبرق. فتح البية الباب الخلفي للسيارة فنزل منة أبنه الصغير والذي كان في عمر وحيد وهو يحمل في يده كلب لولو صغير الحجم وقد علق في رقبته طوق من الفضة. نظر الطفل المدلل إلى وحيد بملابسة القذرة ووحيد ينظر الية في براءة وقلبةأطهر من ماء الغمام . نظر المدلل بقرف وتقذ ذ لوحيد محدثا والدة .. بابي ياله بينا أحسن توتى جاع قوى ولم يكن توتى إلا الكلب ، وربت البية بكل حنان على كتف ابنة قائلا ياله بينا ياحبيبى،وانصرفا يصعدان سلالم المطعم المشهور. أما وحيد فقد بدأ في همة ونشاط في تلميع سيارة البية وهو يمنى نفسه بمبلغ سخي من هذا الرجل، فقد عرف بفراسته أن هذا الرجل ثرى وسيجزل له العطاء،ولذلك قرر وحيد أن يرابط بجوار السيارة يحرسها وألا يبيع مناديل في الإشارة حتى يعود الرجل ويتسلم سيارته،لقد وعد الراجل ولازم ينفذ وعدة. وكلما اقتربت سيارة لتركن هب وحيد مذعورا ينادى على صاحب السيارة الأخرى، حاسب يابية.. ويأخذ في مراقبته حتى يطمئن أنة لم يمس سيارة البية الثرى. وجاء ضابط شرطة مرور وعندما لمحة وحيد اختبأ بسرعة البرق خلف أحد الأبنية القريبة وهو يراقب الموقف من بعيد، وعند انصراف الشرطي عاد وحيد فوجد ورقة علقت على زجاج السيارة الأمامي ، أخذها وأعطاها لأحد المارة قائلا عموا.. والنبي تقرأ لي الورقة دى
، نظر الرجل الية في حنان وقرأ الورقة ثم قال يابني دى مخالفة مرور يعنى غرامة عشان العربية ركنت غلط. عمل عقل وحيد بسرعة البرق وقرر أنة لازم يدخل المطعم للبية يبلغه ، وجرى بسرعة البرق يصعد سلالم المطعم وبكل براءة دفع باب المطعم ودخل ، ولحسن الحظ كان البية وابنة وكلبهم المدلل يجلسون على أول مائدة بجوار الباب ولكنهم لم يلحظوا دخوله .أما رواد المطعم فكانوا ينظرون إلى وحيد بتعجب وكأنهم شاهدوا مخلوق نزل عليهم من كوكب أخر، وكأنة ليس مخلوق مثلهم من دم ولحم.أما وحيد فقد كان في عالم أخر.. فقد نظر إلى الأرض حيث كان هناك الكلب المدلل توتى وقد وضع أمامه طبق مملوء با اللحم المشوي الذي تمنى وحيد أن يتذوقه ولو مرة واحدة في عمرة، انحنى وحيد في براءة الأطفال على الأرض ثم نزل على ركبتيه بجوار الكلب وأخذ من الطبق قطعة لحم ولم يكد يضعها على فمه حتى صرخ الطفل المدلل .. بابى.. أكل توتى سرقة الولد دة ، التفت البية وقد أزعجه صراخ أبنه إلى وحيد سابا لاعننا.. أنت بتعمل هنا أية ياكلب.. مين اللي سمح لك تدخل هنا.. وأزاى تتجرأ وتمد أيدك على أكل الكلب؟ أمسكوا الحيوان دة .. أمسكوة، ودوت صفعة على قفا وحيد من أحد الجرسونات جعلت رأسة الصغيرة ترتطم بسجاد المطعم، وهب وحيد مذعورا وجرى كالفأر بسرعة الصاروخ إلى باب المطعم وبيده اليمنى قطعة اللحم وباليسرى غرامة المرور وصوت الجرسونات يلاحقة..أمسك أبن الكلب دة.. هاتة..أوعى تسيبه.. ومن شدة رعب وحيد قفز سلالم المطعم قفزا.. وأخذ يجرى..ويجرى حتى كاد قلبه الصغير يتوقف، وعبر الشارع دون أن يلتفت،ودوت فرملة عالية وصوت اصطدام هائل، فقد صدمت سيارة ميكروباس وحيد فأردته قتيلا تحت عجلاتها وقد تهشم رأسة الطفولى البريء وتناثرت أجزاء جسمه النحيل على الأرض. وتجمع المارة حول السيارة ونزل سائق الميكروباس المسكين يلطم خديه وهو في ذهول مبرأ نفسه.. واللةهو اللي غلطان.. وقام بعد المارة بتهدئة السائق وأنهم شهود على أن الولد عبر الشارع فجأة وأن السائق برئ. وتقدم النوبي الطيب بواب العمارة التي حدثت أمامها الحادثة طالبا من المارة جمع أشلاء الطفل لسترها والدموع تتساقط من عينية، بينما ا لكثير من النساء يبكين ويولولن.. يا حرقت قلب أهلك عليك، وتم جمع جثة وحيد في بطانية صوف أحضرها البواب الطيب ووضعت الجثة على الرصيف، والغريب أن يدي وحيد في البطانية حيث وضع جثمانه ، لازالت اليمنى تقبض على قطعة اللحم واليسرى تقبض على ورقة الغرامة وكأن اليمنى تشهد الله على ظلم العباد واليسرى تعلم الدنيا معنى الأمانة. وأتصل البواب بالشرطة والإسعاف لأخبارهما بالحادث ، ويمر الوقت ولم يأتي أحد ولم يسأل، وأقترح أحد الشهود أن يذهبوا هم للشرطة مع السائق والأخبار بالحادث لعل الشرطة تتحرك وتأتى بسرعة مع الإسعاف وأيضا للشهادة في صف السائق ووافق الشهود والسائق و انطلقوا إلى قسم الشرطة. وتمر الساعات والجثة ملقاة ،لا الشرطة ولاحتى الإسعاف أتت، ترى لو كان الطفل القتيل ابن مسؤول كبير بعد كم دقيقة، بل بعد كم ثانية ستأتي الإسعاف والشرطة؟. ومع الوقت تساقطت قطرات دم وحيد من خلال البطانية وجرت على الرصيف متجهة لبالوعة كانت أسفل الرصيف. أما البية وابنة وكلبة المدلل فكانا في تلك اللحظة في النادي وقد جلس البية على مائدة حول حمام السباحة يدخن سيجارة الفاخر في تلذذ ، يده اليمنى تداعب شعر كلبة اللولو المدلل، ويده اليسرى تشير في فرح إلى أبنه الذي كان يسبح في الماء. يا اللة.. أبن الكلب، أو أبن صاحب الكلب يسبح في الماء ووحيد الطفل اليتيم يسبح في دمه.
، نظر الرجل الية في حنان وقرأ الورقة ثم قال يابني دى مخالفة مرور يعنى غرامة عشان العربية ركنت غلط. عمل عقل وحيد بسرعة البرق وقرر أنة لازم يدخل المطعم للبية يبلغه ، وجرى بسرعة البرق يصعد سلالم المطعم وبكل براءة دفع باب المطعم ودخل ، ولحسن الحظ كان البية وابنة وكلبهم المدلل يجلسون على أول مائدة بجوار الباب ولكنهم لم يلحظوا دخوله .أما رواد المطعم فكانوا ينظرون إلى وحيد بتعجب وكأنهم شاهدوا مخلوق نزل عليهم من كوكب أخر، وكأنة ليس مخلوق مثلهم من دم ولحم.أما وحيد فقد كان في عالم أخر.. فقد نظر إلى الأرض حيث كان هناك الكلب المدلل توتى وقد وضع أمامه طبق مملوء با اللحم المشوي الذي تمنى وحيد أن يتذوقه ولو مرة واحدة في عمرة، انحنى وحيد في براءة الأطفال على الأرض ثم نزل على ركبتيه بجوار الكلب وأخذ من الطبق قطعة لحم ولم يكد يضعها على فمه حتى صرخ الطفل المدلل .. بابى.. أكل توتى سرقة الولد دة ، التفت البية وقد أزعجه صراخ أبنه إلى وحيد سابا لاعننا.. أنت بتعمل هنا أية ياكلب.. مين اللي سمح لك تدخل هنا.. وأزاى تتجرأ وتمد أيدك على أكل الكلب؟ أمسكوا الحيوان دة .. أمسكوة، ودوت صفعة على قفا وحيد من أحد الجرسونات جعلت رأسة الصغيرة ترتطم بسجاد المطعم، وهب وحيد مذعورا وجرى كالفأر بسرعة الصاروخ إلى باب المطعم وبيده اليمنى قطعة اللحم وباليسرى غرامة المرور وصوت الجرسونات يلاحقة..أمسك أبن الكلب دة.. هاتة..أوعى تسيبه.. ومن شدة رعب وحيد قفز سلالم المطعم قفزا.. وأخذ يجرى..ويجرى حتى كاد قلبه الصغير يتوقف، وعبر الشارع دون أن يلتفت،ودوت فرملة عالية وصوت اصطدام هائل، فقد صدمت سيارة ميكروباس وحيد فأردته قتيلا تحت عجلاتها وقد تهشم رأسة الطفولى البريء وتناثرت أجزاء جسمه النحيل على الأرض. وتجمع المارة حول السيارة ونزل سائق الميكروباس المسكين يلطم خديه وهو في ذهول مبرأ نفسه.. واللةهو اللي غلطان.. وقام بعد المارة بتهدئة السائق وأنهم شهود على أن الولد عبر الشارع فجأة وأن السائق برئ. وتقدم النوبي الطيب بواب العمارة التي حدثت أمامها الحادثة طالبا من المارة جمع أشلاء الطفل لسترها والدموع تتساقط من عينية، بينما ا لكثير من النساء يبكين ويولولن.. يا حرقت قلب أهلك عليك، وتم جمع جثة وحيد في بطانية صوف أحضرها البواب الطيب ووضعت الجثة على الرصيف، والغريب أن يدي وحيد في البطانية حيث وضع جثمانه ، لازالت اليمنى تقبض على قطعة اللحم واليسرى تقبض على ورقة الغرامة وكأن اليمنى تشهد الله على ظلم العباد واليسرى تعلم الدنيا معنى الأمانة. وأتصل البواب بالشرطة والإسعاف لأخبارهما بالحادث ، ويمر الوقت ولم يأتي أحد ولم يسأل، وأقترح أحد الشهود أن يذهبوا هم للشرطة مع السائق والأخبار بالحادث لعل الشرطة تتحرك وتأتى بسرعة مع الإسعاف وأيضا للشهادة في صف السائق ووافق الشهود والسائق و انطلقوا إلى قسم الشرطة. وتمر الساعات والجثة ملقاة ،لا الشرطة ولاحتى الإسعاف أتت، ترى لو كان الطفل القتيل ابن مسؤول كبير بعد كم دقيقة، بل بعد كم ثانية ستأتي الإسعاف والشرطة؟. ومع الوقت تساقطت قطرات دم وحيد من خلال البطانية وجرت على الرصيف متجهة لبالوعة كانت أسفل الرصيف. أما البية وابنة وكلبة المدلل فكانا في تلك اللحظة في النادي وقد جلس البية على مائدة حول حمام السباحة يدخن سيجارة الفاخر في تلذذ ، يده اليمنى تداعب شعر كلبة اللولو المدلل، ويده اليسرى تشير في فرح إلى أبنه الذي كان يسبح في الماء. يا اللة.. أبن الكلب، أو أبن صاحب الكلب يسبح في الماء ووحيد الطفل اليتيم يسبح في دمه.