[size=21]الحمد لله وكفى وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده المصطفى وعلى آله وصحبه المستكملين الشرف وبعد ..

هل يصلح أن يقوم لاعب من دكة الاحتياطي ثم يرمى به إلى المستطيل الأخضر ليلعب المباراة ؟
هذا خطأ كبير فلا بد قبل النزول أن يستعد هذا اللاعب بمجموعة من التمارين (يسخن) قبل أن ينزل إلى أرض الملعب.
أحبتي في الله ..
إنها مباراة مصيرية بيننا وبين أنفسنا ..
بيننا وبين الشيطان، بيننا وبين أعداء الفوز - قطاع الطريق عن الجنة - ...
مباراة نكون فيها أو لا نكون .
لقد عزمنا في هذه المرة أن نفوز على خصومنا ..
قبل رمضان نريد أن نستعد (نسخن) بمجموعة من التمارين لننزل إلى أرض الملعب ونحن في كامل لياقتنا، فنرى خصومنا مهارات الإيمان ...
نحرز أهدافًا (حسنات) تكون رصيداً نخرج به من رمضان وقد غُفرت ذنوب سنوات مضت ..
فإياك إياك أن يأتي رمضان ولا رصيد لك، فتشبع بطنك ويجوع قلبك.
أحبتي في الله ..
وقبل أن تبدأ المباراة
وتجد نفسك مقذوفًا به داخل الملعب، فتجرى سريعًا كالبرق، تحاول إحراز أهداف
في أول رمضان، ولكن سرعان ما تصاب بشد عضلي يخرجك من الملعب فلا بد أن
تمرن نفسك قبل رمضان وإليك التمارين :

التمرين الأول: نعمة سل الله أن يتمها ؟
ها هي الأيام تبعث
البشرى بقدوم رمضان، وتنثر بين يديه أنواع الزهور، لتقول للعباد: أتاكم شهر
الرحمة، والغفران، والعتق من النيران .

وهناك في مدينة رسول الله تمارين قبل رمضان Prof
وفي كل عام تزف البشرى لأولئك الأطهار من الصحابة يزفها محمد بشرى إلهية "
أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء،
وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خيرٌ من
ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم " [النسائى وغيره]

قال ابن رجب: هذا الحديث أصل في التهنئة بشهر رمضان ..
كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان ؟!
كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران ؟!
كيف لا يبشر العاقل بوقت تغل فيه الشياطين ؟!
شهر قلوب المؤمنين من
أجله تحن، ومن فراقه تئن، شهر كسى الله أيامه مهابة وبهاء، هل علمت أن
الصالحين كانوا يدعون الله زمانًا ليبلغهم شهر رمضان ؟

قال ابن الفضل: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم.
قال يحيى بن كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
أخي الحبيب ... وأنت
فادع كدعائهم، وأفراح كفرحتهم ... عسى الله أن يشملك بنفحات رمضان، فيغفر
الله لك ذنبك، فتخرج من رمضان وقد أعتقت من النار، فاللهم بلغنا رمضان.

[/size]
*****
التمرين الثاني: التوبة :

التوبة مطلوبة في كل
وقت، ولكنها قبل رمضان تكون أشد طلبًا، لأن الذنوب والمعاصي هي التي تحول
بينك وبين اغتنام رمضان؛ قال تعالى: (
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )
ومن أعظم المصائب المصيبة في الدين ..
يمر عليك رمضان ولا تستغله في طاعة الله.
كثير من الناس يظن أنه
يعصي الله والله لا يعاقبه؛ لأنه يرى النعم عليه مستمرة الصحة والمال
والنجاح وربما التفوق ... ولا يدري هذا المسكين أنه يعاقب وهو لا يشعر
بحرمانه الطاعة، فالطاعة شرف، والعاصي لا يستحق هذا الشرف.

فهذا رجل من بني إسرائيل فعل المعاصى كلها حتى قال:
يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني !!
فأوحى الله إلى نبي ذلك الزمان أن قل له:
بل كم أعاقبك وأنت لا تدري، أما حرمتك لذة مناجاتي وطاعتي .
فوالله هذا هو الحرمان الحقيقى
أن نحرم لذة الطاعة ومناجاة الملك سبحانه

فيا من يريد الفوز والمغفرة في رمضان سارع من الآن بالتوبة والإنابة إلى
الرحيم الرحمن، يفرح الله بعودتك، يغفر ذنوبك، يبدلك بالسيئات حسنات، دعاك
فاقبل دعوته فقال لك: (
قُلْ
يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا
مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
)
فتح لك باب التوبة على مصرعيه، فقال تمارين قبل رمضان Prof: " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل " [مسلم]
شروط قبول التوبة:
1- الإقلاع عن الذنب فورًا ،
اهجر الذنب فلا تسمع إلا ما يرضى الله ، ولا تشاهد وتنظر إلى ما حرم الله ،
ولا تتكلم إلا بما يكتب لك لا عليك ..

واعلم يقيناً أن الذنوب كالماء المالح للعطشان كلما شرب ازداد عطشه فلا يرتوى أبداً .
2- الندم على ما ارتكبت فى حق الله سبحانه وتعالى ، والندم تألم فى القلب يحدث للتائب .
3- العزم على عدم العودة إلى الذنوب والمعاصي .
4- إرجاع الحقوق إلى أصحابها أو طلب البراءة منهم.
*****

التمرين الثالث: كحل عينك بتلاوة القرآن:
مرن نفسك على قراءة
القرآن قبل شهر القرآن، لذلك انكب السلف الصالح على كتاب ربهم يتلونه آناء
الليل، وأطراف النهار، لا يملون تكراره، ولا يسأمون أخباره.

كان بعض السلف يختم في
كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع وبعضهم في كل عشر، وكان منهم من يختم في كل
ليلتين وكان الشافعي يختم في رمضان ستين ختمة، وكان مالك إذا دخل رمضان
نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.

فاقتدوا بسلفكم الصالح،
اجعلوا للقرآن حظًا وافرًا من أوقاتكم، أحيوا به الليل، تغنوا به في
النهار، فإنه يشفع لكم يوم العرض على الله قال تمارين قبل رمضان Prof:
" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته
الطعام والشهوات بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه،
فيشفعان ".

منع القرآن بوعده ووعيده ** مقل العيون بليلها لا تهجع
فهموا عن الملك العظيم كلامه ** فهما تذل له الرقاب وتخضع

أحبتى فى الله ..
اقترب رمضان .. شهر
القرآن .. شهر تكفير الذنوب .. شهر الجود والإحسان .. شهر فتح أبواب
الجنان .. شهر غلق أبواب النيران .. شهر الصبر والتربية .. شهر الشكر ..
شهر الدعاء المستجاب .. شهر مضاعفة الأجر .. شهر تصفيد الشياطين .. شهر
ليلة القدر أفضل من 83 عامًا .. فاستعد لتكون من الفائزين .

[center] وأخيرًا ...
أقبل على الكريم وقل ... يا رب
... جفت عيوننا فأدركها، أرهقت الذنوب ظهورنا فخففها، تلاحقت المصائب على
قلوبنا فواسها، تقلبت أحوال الضمائر والنيات فطهرها، تعرضت الأجساد لسخطك
فأنقذها، توالت صيحات الاستغاثة فأغثها.

يا رب: أظلمت الدنيا في وجوهنا
وبحثنا عن السعادة فلم نجدها ... نمنا وقمنا .. شربنا نشونا ... أكلنا
شبعنا .. صاحبنا سهرنا .. عشقنا ونلنا .. جربنا كل شيء فلم يسعدني وفعلنا
كل شيء فلم يرحنا.

يا رب ... نبوح إليك بما فى
الصدر، وأنت تعلم العلن والسر ... سئمنا حياة المعاصي والتقصير، أسرفنا على
أنفسنا نرتجي التغيير فتب علينا فليس عليك شيء عسير.

إلهي ... أطرقت من جلال هيبتك
... وخجلت حياءً من عظمتك، وقفت سائلاً بباك، لذت فقيرًا بجنابك، رست سفينة
المسكين على ساحل كرمك ترجوا الجواز إلى ساحة رحمتك.


إلهي ... بالإساءة أقررت والتقصير اعترفت، لبابك قرعت لمعروفك تعرضت،
ولرحمتك خضعت، ومن فضلك سألت، فارحم ذل مقامي وضعف قوتي وقلة حيلتي وأجبر
كسر قلبي، واختم بالصالحات عملي، وأقر برؤيتك في الآخرة عيني .



والله تعالى من وراء القصد ،،،

**************************