شبكة منتديات شعلان ونجوم عرب

اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر في منتداك شبكة منتديات شعلان ونجوم عرب
ان كنت عضو معنا فتفضل بالضغط على كلمة دخول وشارك معنا
وان كنت زائر فيسعدنا ان تنضم الينا في منتدانا المتواضع
اذا اردت الانضمام عليك الضغط على كلمة التسجيل والموافقه على الشروط واكمال البيانات المطلوبه ثم تفعيل عضويتك من ايميلك او انتظار تفعيل الادارة لك
اما ان لم تكن تريد الانضمام وتريد قراءة موضوع معين فتفضل باختيار القسم الذي تريد ونتمنى ان ننال اعجابكم
شكراااااااااااااا
فريق الادارة والاشراف
المدير
ahmed ex
يسر ادارة المنتدى ان تعلن عن طلب مجموعه جديدi من المشرفين والاداريين بالمنتدى يسعدنا ان تنضم الينا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة منتديات شعلان ونجوم عرب

اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر في منتداك شبكة منتديات شعلان ونجوم عرب
ان كنت عضو معنا فتفضل بالضغط على كلمة دخول وشارك معنا
وان كنت زائر فيسعدنا ان تنضم الينا في منتدانا المتواضع
اذا اردت الانضمام عليك الضغط على كلمة التسجيل والموافقه على الشروط واكمال البيانات المطلوبه ثم تفعيل عضويتك من ايميلك او انتظار تفعيل الادارة لك
اما ان لم تكن تريد الانضمام وتريد قراءة موضوع معين فتفضل باختيار القسم الذي تريد ونتمنى ان ننال اعجابكم
شكراااااااااااااا
فريق الادارة والاشراف
المدير
ahmed ex
يسر ادارة المنتدى ان تعلن عن طلب مجموعه جديدi من المشرفين والاداريين بالمنتدى يسعدنا ان تنضم الينا

شبكة منتديات شعلان ونجوم عرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شبكة منتديات شعلان ونجوم عرب

2 مشترك

    صحيح البخارى الطهاره ج 1

    avatar
    محمد عبدالمجيد
    المستشار القانوني

    المستشار القانوني


    رقم العضوية : 35
    الدولة : مصر ام الدنيا
    عدد المساهمات : 32
    التقييم : 24696
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 27/12/2010
    العمل/الترفيه : محامي

    صحيح البخارى الطهاره ج 1 Empty صحيح البخارى الطهاره ج 1

    مُساهمة من طرف محمد عبدالمجيد الجمعة يناير 14, 2011 8:17 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الإيمان باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى وبيان الدليل على التبري ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه قال أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري رحمه الله بعون الله نبتدئ وإياه نستكفي وما توفيقنا إلا بالله جل جلاله
    8 حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وهذا حديثه حدثنا أبي حدثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر قال كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف قال فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال حدثني أبي عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن أمارتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم حدثني محمد بن عبيد الغبري وأبو كامل الجحدري وأحمد بن عبدة قالوا حدثنا حماد بن زيد عن مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال لما تكلم معبد بما تكلم به في شأن القدر أنكرنا ذلك قال فحججت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حجة وساقوا الحديث بمعنى حديث كهمس وإسناده وفيه بعض زيادة ونقصان أحرف وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عثمان بن غياث حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن قالا لقينا عبد الله بن عمر فذكرنا القدر وما يقولون فيه فاقتص الحديث كنحو حديثهم عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه شيء من زيادة وقد نقص منه شيئا وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا يونس بن محمد حدثنا المعتمر عن أبيه عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديثهم

    الشروح
    باب بيان أن الإسناد من الدين
    وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة .
    قال - رحمه الله - ( حدثنا حسن بن الربيع قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد وحدثنا فضيل عن هشام وحدثنا مخلد بن حسين عن هشام عن ابن سيرين ) أما ( هشام ) أولا فمجرور معطوف على أيوب وهو هشام بن حسان القردوسي بضم القاف ، ومحمد هو ابن سيرين ، والقائل : وحدثنا فضيل وحدثنا مخلد ، هو حسن بن الربيع .
    وأما ( فضيل ) فهو ابن عياض أبو علي الزاهد السيد الجليل - رضي الله عنه - .
    وأما قوله : ( وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم ) فهذه مسألة قدمناها في أول الخطبة وبينا المذاهب فيها .
    قوله : ( حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ) هو ابن راهويه الإمام المشهور حافظ أهل زمانه .
    وأما ( الأوزاعي ) فهو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد بضم المثناة من تحت وكسر الميم الشامي الدمشقي إمام أهل الشام في زمنه بلا مدافعة ولا مخالفة ، كان يسكن دمشق خارج باب الفراديس ، ثم تحول إلى بيروت فسكنها مرابطا إلى أن مات بها ، وقد انعقد الإجماع على إمامته وجلالته وعلو مرتبته ، وكمال فضيلته ، وأقاويل السلف كثيرة مشهورة في ورعه وزهده وعبادته وقيامه بالحق وكثرة حديثه وفقهه وفصاحته واتباعه السنة وإجلال أعيان أئمة زمانه من جميع الأقطار له واعترافهم بمزيته ، وروينا من غير وجه أنه أفتى في سبعين ألف مسألة وروى عن كبار التابعين وروى عنه قتادة والزهري ويحيى بن أبي كثير وهم من التابعين وليس هو من التابعين ، وهذا من رواية الأكابر عن الأصاغر .
    واختلفوا في الأوزاع التي نسب إليها فقيل : بطن من حمير ، وقيل : قرية كانت عند باب الفراديس من دمشق ، وقيل : من أوزاع القبائل أي فرقهم وبقايا مجتمعة من قبائل شتى ، وقال أبو زرعة الدمشقي : كان اسم الأوزاعي عبد العزيز فسمى نفسه عبد الرحمن وكان ينزل الأوزاع فغلب ذلك عليه ، وقال محمد بن سعد : الأوزاع بطن من همدان والأوزاعي من أنفسهم والله أعلم .
    - ص 77 - قوله : ( لقيت طاوسا فقلت : حدثني فلان كيت وكيت فقال : إن كان مليا فخذ عنه ) قوله : ( كيت وكيت ) هما بفتح التاء وكسرها لغتان نقلهما الجوهري في صحاحه عن أبي عبيدة . وقوله ( إن كان مليا ) يعني : ثقة ضابطا متقنا يوثق بدينه ومعرفته ، ويعتمد عليه كما يعتمد على معاملة الملي بالمال ، ثقة بذمته .
    وأما قول مسلم : ( وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ) فهذا الدارمي هو صاحب المسند المعروف كنيته أبو محمد السمرقندي منسوب إلى دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم ، وكان أبو محمد الدارمي هذا أحد حفاظ المسلمين في زمانه قل من كان يدانيه في الفضيلة والحفظ ، قال رجاء بن مرجى : ما أعلم أحدا هو أعلم بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الدارمي ، وقال أبو حاتم : هو إمام أهل زمانه ، وقال أبو حامد بن الشرقي : إنما أخرجت خراسان من أئمة الحديث خمسة رجال : محمد بن يحيى ، ومحمد بن إسماعيل ، وعبد الله بن عبد الرحمن ، ومسلم بن الحجاج ، وإبراهيم بن أبي طالب .
    وقال محمد بن عبد الله : غلبنا الدارمي بالحفظ والورع . ولد الدارمي سنة إحدى وثمانين ومائة ، ومات سنة خمس وخمسين ومائتين رحمه الله .
    قال مسلم - رحمه الله - : ( حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن أبيه ) أما ( الجهضمي ) فبفتح الجيم وإسكان الهاء وفتح الضاد المعجمة .
    قال الإمام الحافظ أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني في كتابه الأنساب : هذه النسبة إلى الجهاضمة وهي محلة بالبصرة قال : وكان نصر بن علي هذا قاضي البصرة وكان من العلماء المتقنين ، وكان المستعين بالله بعث إليه ليشخصه للقضاء فدعاه أمير البصرة لذلك فقال : أرجع فأستخير الله تعالى فرجع إلى بيته نصف النهار فصلى ركعتين وقال : اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك فنام فأنبهوه فإذا هو ميت ، وكان ذلك في شهر ربيع الآخر سنة خمسين ومائتين ، وأما ( الأصمعي ) فهو الإمام المشهور من كبار أئمة اللغة والمكثرين والمعتمدين منهم ، واسمه عبد الملك بن قريب بقاف - ص 78 - مضمومة ثم راء مفتوحة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم باء موحدة ابن عبد الملك بن أصمع البصري أبو سعيد نسب إلى جده ، وكان الأصمعي من ثقات الرواة ومتقنيهم وكان جامعا للغة والغريب والنحو والأخبار والملح ، والنوادر . قال الشافعي - رحمه الله تعالى - : ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعي ، وقال الشافعي - رحمه الله تعالى - أيضا : ما عبر أحد من العرب بأحسن من عبارة الأصمعي ، وروينا عن الأصمعي قال : أحفظ ست عشرة ألف أرجوزة . ( وأما أبو الزناد ) وبكسر الزاي فاسمه عبد الله بن ذكوان كنيته أبو عبد الرحمن وأبو الزناد لقب له كان يكرهه واشتهر به وهو قرشي مولاهم مدني .
    وكان الثوري يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث . قال البخاري : أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة . وقال مصعب : كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة .
    وأما ( ابن أبي الزناد ) فهو عبد الرحمن ولأبي الزناد ثلاثة بنين يروون عنه : عبد الرحمن وقاسم وأبو القاسم .
    وأما ( مسعر ) فبكسر الميم وهو ابن كدام الهلالي العامري الكوفي أبو سلمة المتفق على جلالته وحفظه وإتقانه . وقوله : ( لا يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا الثقات ) معناه لا يقبل إلا من الثقات .
    وأما قوله - رحمه الله - ( حدثني محمد عن عبد الله بن قهزاد من أهل مرو قال سمعت عبدان بن عثمان يقول : سمعت ابن المبارك يقول : الإسناد من الدين ) ففيه لطيفة من لطائف الإسناد الغريبة وهو أنه إسناد خراساني كله من شيخنا أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر إلى آخره . فإني قد قدمت أن الإسناد من شيخنا إلى مسلم خراسانيون نيسابوريون وهؤلاء الثلاثة المذكورون أعني محمدا وعبدان وابن المبارك خراسانيون وهذا قل أن يتفق مثله في هذه الأزمان .
    أما ( قهزاذ ) فبقاف مضمومة ثم هاء ساكنة ثم زاي ثم ألف ثم ذال معجمة ، هذا هو الصحيح المشهور المعروف في ضبطه ، وحكى صاحب مطالع الأنوار عن بعضهم أنه قيده بضم الهاء وتشديد الزاي وهو أعجمي فلا ينصرف . قال ابن ماكولا : مات محمد بن عبد الله بن قهزاد هذا يوم الأربعاء لعشر خلون من المحرم سنة اثنتين وستين ومائتين . فتحصل من هذا أن مسلما - رحمه الله - مات قبل شيخه هذا بخمسة أشهر ونصف كما قدمناه أول هذا الكتاب من تاريخ وفاة مسلم رحمه الله .
    وأما ( عبدان ) فبفتح العين وهو لقب له واسمه عبد الله بن عثمان بن جبلة العتكي مولاهم ، أبو عبد الرحمن المروزي قال البخاري في تاريخه : توفي عبدان سنة إحدى أو اثنتين وعشرين ومائتين .
    وأما ( ابن المبارك ) فهو السيد الجليل جامع أنواع المحاسن أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي مولاهم . سمع - ص 79 - جماعات من التابعين ، وروى عنه جماعات من كبار العلماء وشيوخه وأئمة عصره كسفيان الثوري وفضيل بن عياض ، وآخرين ، وقد أجمع العلماء على جلالته وإمامته وكبر محله وعلو مرتبته . روينا عن الحسن بن عيسى قال : اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك مثل الفضل بن موسى ومخلد بن حسين ومحمد بن النضر ، فقالوا : تعالوا حتى نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير فقالوا : جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشعر والفصاحة والورع والإنصاف وقيام الليل والعبادة والشدة في رأيه وقلة الكلام فيما لا يعنيه وقلة الخلاف على أصحابه ، وقال العباس بن مصعب : جمع ابن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والتجارة والسخاء والمحبة عند الفرق . وقال محمد بن سعد : صنف ابن المبارك كتبا كثيرة في أبواب العلم وصنوفه ، وأحواله مشهورة معروفة .
    وأما ( مرو ) فغير مصروفة وهي مدينة عظيمة بخراسان وأمهات مدائن خراسان أربع : نيسابور ، ومرو ، وبلخ وهراة . والله أعلم .
    قوله : ( حدثني العباس بن أبي رزمة قال : سمعت عبد الله يقول : بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد ) أما ( رزمة ) فبراء مكسورة ثم زاي ساكنة ثم ميم ثم هاء .
    وأما ( عبد الله ) فهو ابن المبارك ومعنى هذا الكلام إن جاء بإسناد صحيح قبلنا حديثه وإلا تركناه . فجعل الحديث كالحيوان لا يقوم بغير إسناد كما لا يقوم الحيوان بغير قوائم . ثم إنه وقع في بعض الأصول العباس بن رزمة ، وفي بعضها العباس بن أبي رزمة وكلاهما مشكل . ولم يذكر البخاري في تاريخه وجماعة من أصحاب كتب أسماء الرجال العباس ابن رزمة ولا العباس بن أبي رزمة وإنما ذكروا عبد العزيز بن أبي رزمة أبا محمد المروزي سمع عبد الله بن المبارك ومات في المحرم سنة ست ومائتين واسم أبي رزمة غزوان . والله أعلم .
    قوله : ( أبا إسحاق الطالقاني - هو بفتح اللام - قال : قلت لابن المبارك : الحديث الذي جاء إن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك قال ابن المبارك : عمن هذا ؟ قلت : من حديث شهاب بن خراش ، قال : ثقة ، عمن ؟ قلت : عن الحجاج بن دينار ، قال : ثقة ، عمن ؟ قال . قلت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : يا أبا إسحق إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي ولكن ليس في الصدقة اختلاف ) معنى هذه الحكاية أنه لا يقبل الحديث إلا بإسناد صحيح .
    وقوله : ( مفاوز ) جمع مفازة وهي الأرض القفر البعيدة عن العمارة وعن الماء التي - ص 80 - يخاف الهلاك فيها ، قيل : سميت مفازة للتفاؤل بسلامة سالكها كما سموا اللديغ سليما ، وقيل : لأن من قطعها فاز ونجا ، وقيل : لأنها تهلك صاحبها يقال : فوز الرجل : إذا هلك . ثم إن هذه العبارة التي استعملها هنا استعارة حسنة وذلك لأن الحجاج بن دينار هذا من تابعي التابعين ، فأقل ما يمكن أن يكون بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنان التابعي والصحابي فلهذا قال بينهما مفاوز أي : انقطاع كثير .
    وأما قوله : ( ليس في الصدقة اختلاف ) فمعناه أن هذا الحديث لا يحتج به ، ولكن من أراد بر والديه فليتصدق عنهما فإن الصدقة تصل إلى الميت وينتفع بها بلا خلاف بين المسلمين وهذا هو الصواب .
    وأما ما حكاه أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي البصري الفقيه الشافعي في كتابه الحاوي عن بعض أصحاب الكلام من أن الميت لا يلحقه بعد موته ثواب فهو مذهب باطل قطعا وخطأ بين مخالف لنصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة فلا التفات إليه ولا تعريج عليه .
    وأما الصلاة والصوم فمذهب الشافعي وجماهير العلماء أنه لا يصل ثوابهما إلى الميت إلا إذا كان الصوم واجبا على الميت فقضاه عنه وليه أو من أذن له الولي فإن فيه قولين للشافعي أشهرهما عنه أنه لا يصح وأصحهما عند محققي متأخري أصحابه أنه يصح وستأتي المسألة في كتاب الصيام إن شاء الله .
    وأما قراءة القرآن - هل يصل ثوابها إلى الميت ؟ - فالمشهور من مذهب الشافعي أنه لا يصل ثوابها إلى الميت وقال بعض أصحابه : يصل ثوابها إلى الميت .
    وذهب جماعات من العلماء إلى أنه يصل إلى الميت ثواب جميع العبادات من الصلاة والصوم والقراءة وغير ذلك ، وفي صحيح البخاري في باب من مات وعليه نذر أن ابن عمر أمر من ماتت أمها وعليها صلاة أن تصلي عنها . وحكى صاحب الحاوي عن عطاء بن أبي رباح وإسحاق بن راهويه أنهما قالا بجواز الصلاة عن الميت . وقال الشيخ أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن أبي عصرون من أصحابنا المتأخرين في كتابه الانتصار إلى اختيار هذا ، وقال الإمام أبو محمد البغوي من أصحابنا في كتابه التهذيب : لا يبعد أن يطعم عن كل صلاة مد من طعام وكل هذه المذاهب ضعيفة . ودليلهم القياس على الدعاء والصدقة والحج فإنها تصل بالإجماع ودليل الشافعي وموافقيه قول الله : تعالى : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له واختلف أصحاب الشافعي في ركعتي الطواف في حج الأجير هل تقعان عن الأجير أم عن المستأجر ؟ والله أعلم .
    وأما ( خراش ) المذكور فبكسر الخاء المعجمة وقد تقدم في الفصول أنه ليس في الصحيحين حراش بالمهملة إلا والد ربعي .
    وأما قول مسلم : ( حدثني أبو بكر بن النضر بن أبي النضر قال : حدثني أبو النضر هاشم بن - ص 81 - القاسم قال : حدثنا أبو عقيل صاحب بهية ) فهكذا وقع في الأصول أبو بكر بن النضر بن أبي النضر قال : حدثني أبو النضر . و ( أبو النضر ) هذا جد أبي بكر هذا وأكثر ما يستعمل أبو بكر بن أبي النضر ، واسم أبي النضر هاشم بن القاسم ، ولقب أبي النضر قيصر ، وأبو بكر هذا الاسم له لا كنيته هذا هو المشهور ، وقال عبد الله بن أحمد الدورقي : اسمه أحمد ، قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر : قيل : اسمه محمد .
    وأما ( أبو عقيل ) فبفتح العين و ( بهية ) بضم الباء الموحدة وفتح الهاء وتشديد الياء وهي امرأة تروي عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قيل : إنها سمتها بهية ، ذكره أبو علي الغساني في تقييد المهمل ، وروى عن بهية مولاها أبو عقيل المذكور واسمه يحيى بن المتوكل الضرير المدني وقيل : الكوفي ، وقد ضعفه يحيى بن معين وعلي بن المديني وعمرو بن علي وعثمان بن سعيد الدارمي وابن عمار والنسائي ، ذكر هذا كله الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد بأسانيده عن هؤلاء .
    فإن قيل : فإذا كان هذا حاله فكيف روى له مسلم ؟ فجوابه من وجهين : أحدهما : أنه لم يثبت جرحه عنده مفسرا ولا يقبل الجرح إلا مفسرا .
    والثاني : أنه لم يذكره أصلا ومقصودا بل ذكره استشهادا لما قبله .
    وأما قوله في الرواية الأولى للقاسم بن عبيد الله : ( لأنك ابن إمامي هدى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ) . وفي الرواية الثانية ( وأنت ابن إمامي الهدى يعني عمر وابن عمر رضي الله عنهما ) فلا مخالفة بينهما فإن القاسم هذا هو ابن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فهو ابنهما ، وأم القاسم هي أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - . فأبو بكر جده الأعلى لأمه - ص 82 - وعمر جده الأعلى لأبيه وابن عمر جده الحقيقي لأبيه رضي الله عنهم أجمعين .
    وأما قول سفيان في الرواية الثانية : ( أخبروني عن أبي عقيل ) فقد يقال فيه : هذه رواية عن مجهولين وجوابه ما تقدم أن هذا ذكره متابعة واستشهادا والمتابعة والاستشهاد يذكرون فيهما من لا يحتج به على انفراده ; لأن الاعتماد على ما قبلهما لا عليهما وقد تقدم بيان هذا في الفصول والله أعلم .
    قوله : ( سئل ابن عون عن حديث لشهر وهو قائم على أسكفة الباب فقال : إن شهرا نزكوه ، قال : يقول : أخذته ألسنة الناس : تكلموا فيه ) أما ( ابن عون ) فهو الإمام الجليل المجمع على جلالته وورعه عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون البصري كان يسمى سيد القراء أي العلماء وأحواله ومناقبه أكثر من أن تحصر .
    وقوله : ( أسكفة الباب ) هي العتبة السفلى التي توطأ وهي بضم الهمزة والكاف وتشديد الفاء .
    وقوله : ( نزكوه ) هو بالنون والزاي المفتوحتين معناه طعنوا فيه وتكلموا بجرحه فكأنه يقول : طعنوه بالنيزك بفتح النون المثناة وإسكان المثناة من تحت وفتح الزاي وهو رمح قصير وهذا الذي ذكرته هو الرواية الصحيحة المشهورة وكذا ذكرها من أهل الأدب واللغة والغريب الهروي في غريبه ، وحكى القاضي عياض عن كثيرين من رواة مسلم أنهم رووه ( تركوه ) بالتاء والراء وضعفه القاضي وقال : الصحيح بالنون والزاي قال : وهو الأشبه بسياق الكلام وقال غير القاضي : رواية التاء تصحيف وتفسير مسلم يردها . ويدل عليه أيضا أن شهرا ليس متروكا بل وثقه كثيرون من كبار أئمة السلف أو أكثرهم ، فممن وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وآخرون وقال أحمد بن حنبل : ما أحسن حديثه ، ووثقه ، وقال أحمد بن عبد الله العجلي : هو تابعي ثقة ، وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين : هو ثقة . ولم يذكر ابن أبي خيثمة غير هذا وقال أبو زرعة : لا بأس به ، وقال الترمذي : قال محمد يعني البخاري : شهر حسن الحديث وقوي أمره ، وقال : إنما تكلم فيه ابن عون ثم روى عن هلال بن أبي زينب عن شهر وقال يعقوب بن شيبة : شهر ثقة ، وقال صالح بن محمد : شهر روى عنه الناس من أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الشام ولم يوقف منه على كذب وكان رجلا ينسك أي يتعبد إلا أنه روى أحاديث لم يشركه فيها أحد فهذا كلام هؤلاء الأئمة في الثناء عليه . وأما ما ذكر من جرحه أنه أخذ خريطة من بيت المال فقد حمله العلماء المحققون على محمل صحيح وقول أبي حاتم بن حيان أنه سرق من - ص 83 - رفيقه في الحج عيبة غير مقبول عند المحققين بل أنكروه والله أعلم .
    وهو ( شهر بن حوشب ) بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة أبو سعيد ويقال : أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن وأبو الجعد الأشعري الشامي الحمصي وقيل : الدمشقي .
    وقوله : ( أخذته ألسنة الناس ) جمع لسان على لغة من جعل اللسان مذكرا وأما من جعله مؤنثا فجمعه ألسن بضم السين قاله ابن قتيبة . والله أعلم .
    وقوله رحمه الله : ( حدثنا حجاج بن الشاعر حدثنا شبابة ) هو حجاج بن يوسف بن حجاج الثقفي أبو محمد البغدادي ، كان أبوه يوسف شاعرا صحب أبا نواس ، وحجاج هذا يوافق الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي أبا محمد الوالي الجائر المشهور بالظلم وسفك الدماء فيوافقه في اسمه واسم أبيه وكنيته ونسبته ، ويخالفه في جده وعصره وعدالته وحسن طريقته .
    وأما ( شبابة ) فبفتح الشين المعجمة وبالباءين الموحدتين وهو شبابة ابن سوار أبو عمرو الفزاري مولاهم المدايني قيل : اسمه مروان وشبابة لقب .
    وأما قوله : ( عباد بن كثير من تعرف حاله ) فهو بالتاء المثناة فوق خطابا يعني أنت عارف بضعفه .
    وأما ( الحسين بن واقد ) فبالقاف .
    وأما ( محمد بن أبي عتاب ) فبالعين المهملة .
    وأما قول يحيى بن سعيد : ( لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث ) وفي الرواية الأخرى ( لم تر ) ضبطناه في الأول بالنون وفي الثاني بالتاء المثناة ومعناه ما قاله مسلم أنه يجري الكذب - ص 84 - على ألسنتهم ولا يتعمدون ذلك لكونهم لا يعانون صناعة أهل الحديث ، فيقع الخطأ في رواياتهم ولا يعرفونه ويروون الكذب ، ولا يعلمون أنه كذب . وقد قدمنا أن مذهب أهل الحق أن الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عمدا كان أو سهوا أو غلطا .
    وقوله : ( فلقيت أنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان ) فالقطان مجرور صفة ليحيى وليس منصوبا على أنه صفة لمحمد والله أعلم .
    قوله : ( فأخذه البول فقام فنظرت في الكراسة فإذا فيها حدثني أبان عن أنس ) أما قوله : ( أخذه البول ) فمعناه ضغطه وأزعجه واحتاج إلى إخراجه .
    وأما ( الكراسه ) بالهاء في آخرها فمعروفة قال أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب : الكراسه معناها الكتبة المضموم بعضها إلى بعض والورق الذي قد ألصق بعضه إلى بعض مشتق من قولهم : رسم مكرس إذا ألصقت الريح التراب به ، قال : وقال الخليل الكراسه مأخوذة من أكراس الغنم وهو أن تبول في الموضع شيئا بعد شيء فيتلبد . وقال أقضى القضاة الماوردي أصل الكرسي العلم ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب كراسه . والله أعلم .
    وأما ( أبان ) ففيه وجهان لأهل العربية الصرف وعدمه ، فمن لم يصرفه جعله فعلا ماضيا والهمزة زائدة ، فيكون أفعل . ومن صرفه جعل الهمزة أصلا فيكون فعالا ، وصرفه هو الصحيح هو الذي اختاره الإمام محمد بن جعفر في كتابه جامع اللغة والإمام أبو محمد بن السيد البطليوسي .
    قال رحمه الله : ( وسمعت الحسن بن علي الحلواني يقول رأيت في كتاب عفان حديث هشام أبي المقدام حديث عمر بن عبد العزيز قال هشام حدثني رجل يقال له يحيى بن فلان عن محمد بن كعب قلت : إنهم يقولون هشام سمعه من محمد بن كعب فقال : إنما ابتلي من قبل هذا الحديث فكان يقول : حدثني يحيى عن محمد ثم ادعى بعد أنه سمعه من محمد ) .
    أما قوله : ( حديث عمر ) فيجوز في إعرابه النصب والرفع . فالرفع على تقدير هو حديث عمر ، والنصب على وجهين : - ص 85 - أحدهما البدل من قوله حديث هشام ، والثاني على تقدير أعني .
    وقوله ( قال هشام حدثني رجل إلى آخره ) هو بيان للحديث الذي رآه في كتاب عفان .
    وأما ( هشام ) هذا فهو ابن زياد الأموي مولاهم البصري ضعفه الأئمة . ثم هنا قاعدة ننبه عليها ثم نحيل عليها فيما بعد - إن شاء الله تعالى - وهي : أن عفان - رحمه الله - قال : إنما ابتلي هشام يعني : إنما ضعفوه من قبل هذا الحديث ، كان يقول : حدثني يحيى عن محمد ثم ادعى بعد أنه سمعه من محمد . وهذا القدر وحده لا يقتضي ضعفا لأنه ليس فيه تصريح بكذب لاحتمال أنه سمعه من محمد ثم نسيه ، فحدث به عن يحيى عنه ، ثم ذكر سماعه من محمد فرواه عنه ، ولكن انضم إلى هذا قرائن وأمور اقتضت عند العلماء بهذا الفن الحذاق فيه من أهله العارفين بدقائق أحوال رواته أنه لم يسمعه من محمد ، فحكموا بذلك لما قامت الدلائل الظاهرة عندهم بذلك ، وسيأتي بعد هذا أشياء كثيرة من أقوال الأئمة في الجرح بنحو هذا وكلها يقال فيها ما قلنا هنا . والله أعلم .
    قال - رحمه الله - : ( حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ قال : سمعت عبد الله بن عثمان بن جبلة يقول : قلت لعبد الله بن المبارك : من هذا الرجل الذي رويت عنه حديث عبد الله بن عمرو : يوم الفطر يوم الجوائز ؟ قال : سليمان بن الحجاج انظر ما وضعت في يدك منه ) .
    قال قهزاد : وسمعت وهب بن زمعة يذكر عن سفيان بن عبد الملك قال : قال عبد الله - يعني ابن المبارك - : رأيت روح بن غطيف صاحب ( الدم قدر درهم ) وجلست إليه مجلسا فجعلت أستحي من أصحابي أن يروني جالسا معه كره حديثه
    أما ( قهزاذ ) فتقدم ضبطه .
    وأما ( عبد الله بن عثمان بن جبلة ) فهو الملقب بعبدان وتقدم بيانه .
    و ( جبلة ) بفتح الجيم والموحدة .
    وأما حديث يوم الفطر يوم الجوائز فهو ما روي : " إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أفواه الطرق ونادت يا معشر المسلمين اغدوا إلى رب رحيم يأمر بالخير ويثيب عليه الجزيل ، أمركم فصمتم وأطعتم ربكم فاقبلوا جوائزكم .
    فإذا صلوا العيد نادى مناد من السماء : - ص 86 - ارجعوا إلى منازلكم راشدين فقد غفرت ذنوبكم كلها ويسمى ذلك اليوم يوم الجوائز " وهذا الحديث رويناه في كتاب المستقصى في فضائل المسجد الأقصى تصنيف الحافظ أبي محمد بن عساكر الدمشقي - رحمه الله - والجوائز جمع جائزة وهي العطاء .
    وأما قوله : ( انظر ما وضعت في يدك ) ضبطناه بفتح التاء من وضعت ولا يمتنع ضمها وهو مدح وثناء على سليمان بن الحجاج .
    وأما ( زمعة ) فبإسكان الميم وفتحها ، وأما ( غطيف ) فبغين معجمة مضمومة ثم طاء مهملة مفتوحة هذا هو الصواب وحكى القاضي عن أكثر شيوخه أنهم رووه ( غضيف ) بالضاد المعجمة قال وهو خطأ ، قال البخاري في تاريخه : هو منكر الحديث .
    وقوله : ( صاحب الدم قدر الدرهم ) يريد وصفه وتعريفه بالحديث الذي رواه روح هذا عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة يرفعه " تعاد الصلاة من قدر الدرهم " يعني من الدم ، وهذا الحديث ذكره البخاري في تاريخه . وهو حديث باطل لا أصل له عند أهل الحديث . والله أعلم .
    وقوله ( أستحيي ) هو بياءين ويجوز حذف إحداهما وسيأتي - إن شاء الله تعالى - تفسير حقيقة الحياء في بابه من كتاب الإيمان .
    وقوله : ( كره حديثه ) هو بضم الكاف ونصب الهاء أي كراهية له . والله أعلم .
    قوله : ( ولكنه يأخذ عمن أقبل وأدبر ) يعني عن الثقات والضعفاء .
    وقوله : ( عن الشعبي قال : حدثني الحارث الأعور الهمداني ) أما الهمداني فبإسكان الميم وبالدال المهملة .
    وأما ( الشعبي ) فبفتح الشين واسمه عامر بن شراحيل ، وقيل : ابن شرحبيل .
    والأول هو المشهور منسوب إلى شعب بطن من همدان ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكان الشعبي إماما عظيما جليلا جامعا للتفسير والحديث والفقه والمغازي والعبادة ، قال الحسن : كان الشعبي والله كثير العلم عظيم الحلم قديم السلم من الإسلام بمكان .
    وأما ( الحارث الأعور ) فهو الحارث بن عبد الله ، وقيل : ابن عبيد أبو زهير الكوفي متفق على ضعفه .
    قال - رحمه الله - : ( وحدثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري قال : حدثنا أبو أسامة عن مفضل عن مغيرة قال : سمعت الشعبي يقول : حدثني الحارث الأعور وهو يشهد أنه أحد الكذابين ) هذا إسناد كله كوفيون .
    فأما ( براد ) : فبباء موحدة مفتوحة ثم راء مشددة ثم ألف ثم دال مهملة . وهو عبد الله بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري الكوفي .
    وأما ( أبو أسامة ) فاسمه حماد - ص 87 - بن أسامة بن يزيد القرشي مولاهم الكوفي الحافظ الضابط المتقن العابد .
    وأما ( مفضل ) فهو ابن مهلل ، أبو عبد الرحمن السعدي الكوفي الحافظ الضابط المتقن العابد .
    وأما ( مغيرة ) فهو ابن مقسم أبو هشام الضبي الكوفي وتقدم أن ميم المغيرة تضم وتكسر .
    وأما قوله : ( أحد الكذابين ) فبفتح النون على الجمع والضمير في قوله : ( وهو يشهد ) يعود على الشعبي . والقائل ( وهو يشهد ) هو المغيرة . والله أعلم .
    وأما قول الحارث : ( تعلمت الوحي في سنتين أو في ثلاث سنين ) وفي الرواية الأخرى ( القرآن هين والوحي أشد ) فقد ذكره مسلم في جملة ما أنكر على الحارث وجرح به ، وأخذ عليه من قبيح مذهبه وغلوه في التشيع ، وكذبه ، قال القاضي عياض - رحمه الله - : وأرجو أن هذا من أخف أقواله لاحتماله الصواب فقد فسره بعضهم بأن الوحي هنا الكتابة ومعرفة الخط قاله الخطابي ، يقال : أوحى ووحى إذا كتب ، وعلى هذا ليس على الحارث في هذا درك وعليه الدرك في غيره ، قال القاضي : ولكن لما عرف قبح مذهبه وغلوه في مذهب الشيعة ودعواهم الوصية إلى علي - رضي الله عنه - وسر النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه من الوحي وعلم الغيب ما لم يطلع غيره عليه بزعمهم سيء الظن بالحارث في هذا وذهب به ذلك ، ولعل هذا القائل فهم من الحارث معنى منكرا فيما أراده . والله أعلم .
    قوله : ( حدثنا زائدة عن منصور والمغيرة عن إبراهيم ) فالمغيرة مجرور معطوف على منصور .
    قوله : ( وأحس الحارث بالشر ) هكذا ضبطناه من أصول محققة ( أحس ) ووقع في كثير من الأصول أو أكثرها ( حس ) بغير ألف وهما لغتان حس وأحس ، ولكن أحس أفصح وأشهر وبها جاء القرآن العزيز ، قال الجوهري وآخرون : حس وأحس لغتان بمعنى علم وأيقن .
    وأما قول الفقهاء وأصحاب الأصول : الحاسة والحواس الخمس فإنما يصح على اللغة القليلة حس بغير ألف والكثير في حس بغير ألف أن يكون بمعنى قتل .
    - ص 88 - قوله : ( إياكم والمغيرة بن سعيد وأبا عبد الرحيم فإنهما كذابان ) أما ( المغيرة بن سعيد ) فقال النسائي في كتابه كتاب الضعفاء : هو كوفي دجال أحرق بالنار زمن النخعي ادعى النبوة .
    وأما ( أبو عبد الرحيم ) فقيل : هو شقيق الضبي الكوفي القاص ، وقيل هو سلمة بن عبد الرحمن النخعي وكلاهما يكنى أبا عبد الرحيم ، وهما ضعيفان ، وسيأتي ذكرهما قريبا أيضا إن شاء الله تعالى .
    قوله : ( وحدثني أبو كامل الجحدري ) هو بجيم مفتوحة ثم حاء ساكنة ثم دال مفتوحة مهملتين واسم أبي كامل فضيل بن حسين بالتصغير ، فيهما ابن طلحة البصري قال أبو سعيد السمعاني : هو منسوب إلى جحدر اسم رجل .
    قوله : ( كنا نأتي أبا عبد الرحمن السلمي ونحن غلمة أيفاع وكان يقول : لا تجالسوا القصاص غير أبي الأحوص وإياكم وشقيقا ، قال : وكان شقيق هذا يرى رأي الخوارج وليس بأبي وائل ) أما ( أبو عبد الرحمن السلمي ) فبضم السين ، واسمه عبد الله بن حبيب بن ربيعة بضم الراء وفتح الموحدة وكسر المثناة المشددة وآخره هاء الكوفي التابعي الجليل .
    وقوله : ( غلمة ) جمع غلام ، واسم الغلام يقع على الصبي من حين يولد على اختلاف حالاته إلى أن يبلغ .
    وقوله : ( أيفاع ) أي شببة قال القاضي عياض : معناه بالغون ، يقال : غلام يافع ويفع ويفعة بفتح الفاء فيهما إذا شب وبلغ أو كاد يبلغ ، قال الثعالبي : إذ قارب البلوغ أو بلغه يقال له : يافع وقد أيفع وهو نادر ، وقال أبو عبيد : أيفع الغلام إذا شارف الاحتلام ولم يحتلم هذا آخر نقل القاضي عياض ، وكأن اليافع مأخوذ من اليفاع بفتح الياء وهو ما ارتفع من الأرض ، قال الجوهري : ويقال غلمان أيفاع ويفعة أيضا .
    وأما ( القصاص ) بضم القاف فجمع قاص وهو الذي يقرأ القصص على الناس قال أهل اللغة : القصة الأمر والخبر وقد اقتصصت الحديث إذا رويته على وجهه وقص عليه الخبر قصصا بفتح القاف . والاسم أيضا القصص بالفتح . والقصص بكسر القاف اسم جمع للقصة .
    وأما ( شقيق ) الذي نهى عن مجالسته فقال القاضي عياض : هو شقيق الضبي الكوفي القاص ، ضعفه النسائي ، كنيته أبو عبد الرحيم ، قال بعضهم : وهو أبو عبد الرحيم الذي حذر منه إبراهيم قبل هذا في الكتاب ، وقيل : إن أبا عبد الرحيم الذي حذر منه إبراهيم هو سلمة بن عبد الرحمن النخعي ذكر ذلك ابن أبي حاتم الرازي في كتابه عن ابن المديني .
    وقول مسلم : ( وليس بأبي وائل ) يعني ليس هذا الذي نهى عن مجالسته بشقيق بن سلمة أبي وائل الأسدي المشهور ، معدود من كبار التابعين هذا آخر كلام القاضي رحمه الله .
    - ص 89 - قوله : ( وحدثنا أبو غسان محمد بن عمرو الرازي ) هو بفتح الغين المعجمة وتشديد السين المهملة والمسموع في كتب المحدثين ورواياتهم غسان غير مصروف ، وذكره ابن فارس في المجمل وغيره من أهل اللغة في باب غسن وفي باب وهذا تصريح بأنه يجوز صرفه وترك صرفه فمن جعل النون أصلا صرفه ، ومن جعلها زائدة لم يصرفه ، وأبو غسان هذا هو الملقب بزنيج بضم الزاي والجيم .
    قوله في جابر الجعفي : ( كان يؤمن بالرجعة ) هي بفتح الراء قال الأزهري وغيره : لا يجوز فيها إلا بفتح . وأما رجعة المرأة المطلقة ففيها لغتان الكسر والفتح ، قال القاضي عياض - رحمه الله تعالى - وحكي في هذه الرجعة التي كان يؤمن بها جابر الكسر أيضا : ومعنى إيمانه بالرجعة هو ما تقوله الرافضة وتعتقده بزعمها الباطل أن عليا - كرم الله وجهه - في السحاب فلا نخرج يعني مع من يخرج من ولده حتى ينادي من السماء أن اخرجوا معه . وهذا نوع من أباطيلهم وعظيم من جهالاتهم اللاصقة بأذهانهم السخيفة وعقولهم الواهية .
    قوله - رحمه الله تعالى - : ( وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحميدي حدثنا سفيان ) هو سفيان بن عيينة الإمام المشهور .
    وأما ( الحميدي ) فهو عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبد الله بن الزبير بن عبيد الله بن حميد أبو بكر القرشي الأسدي المكي .
    وقوله : ( حدثنا أبو يحيى الحماني ) هو بكسر الحاء المهملة واسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن الكوفي منسوب إلى بطن من همدان .
    وأما ( الجراح بن مليح ) فبفتح الميم وكسر اللام وهو والد وكيع ، وهذا الجراح ضعيف عند المحدثين ، ولكنه مذكور هنا في المتابعات .
    وقوله : ( عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر ) أبو جعفر هذا هو محمد بن علي بن الحسين - ص 90 - بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - المعروف بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه وفتحه فعرف أصله وتمكن فيه .
    وقوله : ( سمعت أبا الوليد يقول سمعت سلام بن أبي مطيع ) اسم أبي الوليد هشام بن عبد الملك وهو الطيالسي .
    و ( سلام ) بتشديد اللام ، واسم أبي مطيع سعد .
    وقوله : ( إن الرافضة تقول : إن عليا - رضي الله عنه - في السحاب فلا نخرج ) إلى آخره ( نخرج ) بالنون وسموا رافضة : من الرفض وهو الترك ، قال الأصمعي وغيره : سموا رافضة لأنهم رفضوا زيد بن علي فتركوه .
    قال - رحمه الله - : ( وحدثني سلمة حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال : سمعت جابرا يحدث بنحو من ثلاثين ألف حديث ) قال أبو علي الغساني الجياني : سقط ذكر سلمة بن شبيب بين مسلم والحميدي عند ابن ماهان والصواب رواية الجلودي بإثباته فإن مسلما لم يلق الحميدي ، قال أبو عبد الله بن الحذاء - أحد رواة كتاب مسلم - : سألت عبد الغني بن سعد هل روى مسلم عن الحميدي؟ فقال : لم أره إلا في هذا الموضع وما أبعد ذلك أو يكون سقط قبل الحميدي رجل ، قال القاضي عياض وعبد الغني : إنما رأى من مسلم نسخة ابن ماهان فلذلك قال ما قال ، ولم تكن نسخة - ص 91 - الجلودي دخلت مصر ، قال : وقد ذكر مسلم قبل هذا حدثنا سلمة . حدثنا في حديث آخر كذا هو عند جميعهم وهو الصواب هنا أيضا إن شاء الله تعالى .
    قوله : ( الحارث بن حصيرة ) هو بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين وآخره هاء وهو أزدي كوفي سمع زيد بن وهب قاله البخاري .
    قال رحمه الله : ( حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ) هو بفتح الدال وإسكان الواو وفتح الراء وبالقاف واختلف في معنى هذه النسبة فقيل : كان أبوه ناسكا أي عابدا وكانوا في ذلك الزمان يسمون الناسك دورقيا ، وهذا القول مروي عن أحمد الدورقي ، هذا وهو من أشهر الأقوال ، وقيل هي نسبة إلى القلانس الطوال التي تسمى ، وقيل : منسوب إلى دورق بلدة : بفارس أو غيرها .
    قوله : ( ذكر أيوب رجلا فقال : لم يكن بمستقيم اللسان وذكر آخر فقال : هو يزيد في الرقم ) أيوب هذا هو السختياني تقدم ذكره أول الكتاب . وهذان اللفظان كناية عن الكذب ، وقول أيوب في عبد الكريم : رحمه الله كان غير ثقة لقد سألني عن حديث لعكرمة ثم قال : سمعت عكرمة ، هذا القطع بكذبه ، وكونه غير ثقة بمثل هذه القضية قد يستشكل من حيث إنه يجوز أن يكون سمعه من عكرمة ثم نسيه فسئل عنه ثم ذكره فرواه ، ولكن عرف كذبه بقرائن وقد قدمت إيضاح هذا في أول هذا الباب ، وممن نص على ضعف عبد الكريم هذا سفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل وابن عدي ، وكان عبد الكريم هذا من فضلاء فقهاء البصرة والله أعلم .
    - ص 92 - قوله : ( قدم علينا أبو داود الأعمى فجعل يقول : حدثنا البراء حدثنا زيد بن أرقم فذكرنا ذلك لقتادة فقال : كذب ما سمع منهم إنما كان إذ ذاك سائلا يتكفف الناس زمن طاعون الجارف ) وفي الرواية الأخرى ( قبل الجارف ) .
    أما ( أبو داود ) هذا فاسمه نفيع بن الحارث القاص الأعمى متفق على ضعفه ، قال عمرو بن علي : هو متروك ، وقال يحيى بن معين وأبو زرعة : ليس هو بشيء ، وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، وضعفه آخرون .
    وقوله : ( ما سمع منهم ) يعني البراء وزيدا وغيرهما ممن زعم أنه روى عنه ، فإنه زعم أنه رأى ثمانية عشر بدريا كما صرح به في الرواية الأخرى في الكتاب .
    وقوله : ( يتكفف الناس ) معناه يسألهم في كفه أو بكفه ، ووقع في بعض النسخ ( يتطفف ) بالطاء وهو بمعنى يتكفف أي يسأل في كفه الطفيف وهو القليل ، وذكر ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل وغيره : يتنطف ، ولعله مأخوذ من قولهم : ما تنطفت به أي ما تلطخت .
    وأما ( طاعون الجارف ) فسمي بذلك لكثرة من مات فيه من الناس وسمي الموت جارفا لاجترافه الناس ، وسمي السيل جارفا لاجترافه على وجه الأرض ، والجرف : الغرف من فوق الأرض وكشح ما عليها .
    وأما الطاعون فوباء معروف وهو بثر وورم مؤلم جدا يخرج مع لهب ويسود ما حوله أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة ويحصل معه خفقان القلب والقيء .
    وأما زمن طاعون الجارف فقد اختلف فيه أقوال العلماء - رحمهم الله - اختلافا شديدا متباينا تباينا بعيدا . فمن ذلك ما قاله الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر في أول التمهيد قال : مات أيوب السختياني في سنة اثنتين وثلاثين ومائة في طاعون الجارف . ونقل ابن قتيبة في المعارف عن الأصمعي : أن طاعون الجارف كان في زمن ابن الزبير سنة سبع وستين وكذا قال أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدايني في كتاب التعازي : أن طاعون الجارف كان في زمن ابن الزبير - رضي الله عنهما - سنة سبع وستين في شوال ، وكذا ذكر الكلاباذي في كتابه في رجال البخاري معنى هذا فإنه قال : ولد أيوب السختياني سنة ست وستين وفي قوله : إنه ولد قبل الجارف بسنة ، وقال القاضي عياض في هذا الموضع : كان الجارف سنة تسع عشرة ومائة ، وذكر الحافظ عبد الغني المقدسي في ترجمة عبد الله بن مطرف عن يحيى القطان قال : مات مطرف بعد طاعون الجارف ، وكان الجارف سنة سبع وثمانين ، وذكر في ترجمة يونس بن عبيد أنه رأى أنس بن مالك وأنه ولد بعد الجارف ومات سنة سبع وثلاثين ومائة ; فهذه أقوال متعارضة فيجوز أن يجمع بينها بأن كل طاعون من هذه تسمى جارفا لأن معنى الجرف موجود في جميعها وكانت الطواعين كثيرة .
    ذكر ابن قتيبة في المعارف عن الأصمعي أن أول طاعون كان في الإسلام طاعون عمواس بالشام في زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فيه توفي أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - ، ومعاذ بن جبل وامرأتاه وابنه - رضي الله عنهم - . - ص 93 - ثم الجارف في زمن ابن الزبير ، ثم طاعون الفتيات ; لأنه بدأ في العذارى والجواري بالبصرة وبواسط وبالشام والكوفة ، وكان الحجاج يومئذ بواسط في ولاية عبد الملك بن مروان وكان يقال له : طاعون الأشراف - يعني لما مات فيه من الأشراف ثم طاعون عدي بن أرطأة سنة مائة ، ثم طاعون غراب سنة سبع وعشرين ومائة ، وغراب : رجل ، ثم طاعون مسلم بن قتيبة سنة إحدى وثلاثين ومائة في شعبان وشهر رمضان وأقلع في شوال ، وفيه مات أيوب السختياني قال : ولم يقع بالمدينة ولا بمكة طاعون قط ، هذا ما حكاه ابن قتيبة .
    وقال أبو الحسن المدايني : كانت الطواعين المشهورة العظام في الإسلام خمسة : طاعون شيرويه بالمدائن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنة ست من الهجرة ، ثم طاعون عمواس في زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكان بالشام مات فيه خمسة وعشرون ألفا ، ثم طاعون الجارف في زمن ابن الزبير في شوال سنة تسع وستين ، هلك في ثلاثة أيام في كل يوم سبعون ألفا ، مات فيه لأنس بن مالك - رضي الله عنه - ثلاثة وثمانون ابنا ويقال : ثلاثة وسبعون ابنا ، ومات لعبد الرحمن بن أبي بكرة أربعون ابنا ، ثم طاعون الفتيات في شوال سنة سبع وثمانين ، ثم كان طاعون في سنة إحدى وثلاثين ومائة في رجب ، واشتد في شهر رمضان فكان يحصى في سكة المريد في كل يوم ألف جنازة أياما ، ثم خف في شوال ، وكان بالكوفة طاعون وهو الذي مات فيه المغيرة بن شعبة سنة خمسين . هذا ما ذكره المدائني ، وكان طاعون عمواس سنة ثماني عشرة ، وقال أبو زرعة الدمشقي : كان سنة سبع عشرة . أو ثماني عشرة قرية بين الرملة وبيت المقدس ، نسب الطاعون إليها لكونه بدأ فيها ، وقيل : لأنه عم الناس فيه ، ذكر القولين الحافظ عبد الغني في ترجمة أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - بفتح العين والميم فهذا مختصر ما يتعلق بالطاعون ، فإذا علم ما قالوه في طاعون الجارف فإن قتادة ولد سنة إحدى وستين ومات سنة سبع عشرة ومائة على المشهور وقيل : سنة ثماني عشرة ; ويلزم من هذا بطلان ما فسر به القاضي عياض - رحمه الله - طاعون الجارف هنا ويتعين أحد الطاعونين فإما سنة سبع وستين فإن قتادة كان ابن ست سنين في ذلك الوقت ، ومثله يضبطه . وإما سنة سبع وثمانين وهو الأظهر إن شاء الله تعالى ، والله أعلم .
    وأما قوله : " لا يعرض لشيء من هذا " فهو بفتح الياء وكسر الراء ومعناه لا يعتني بالحديث .
    وقوله : ( ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة ، ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا عن سعد بن مالك ) المراد بهذا الكلام إبطال قول أبي داود الأعمى هذا وزعمه أنه لقي ثمانية عشر بدريا فقال قتادة : الحسن البصري وسعيد بن المسيب أكبر من أبي داود الأعمى ، وأجل وأقدم سنا وأكثر اعتناء بالحديث وملازمة أهله والاجتهاد في الأخذ عن الصحابة ، ومع هذا كله ما حدثنا واحد منهما عن بدري واحد ، فكيف يزعم أبو داود الأعمى أنه لقي ثمانية عشر بدريا ، هذا بهتان - ص 94 - عظيم .
    وقوله : ( سعد بن مالك ) هو سعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن أهيب ويقال : وهيب ، وأما ( المسيب ) والد سعيد فصحابي مشهور - رضي الله عنه - وهو بفتح الياء ، هذا هو المشهور ، وحكى صاحب مطالع الأنوار عن علي بن المديني أنه قال : أهل العراق يفتحون الياء ، وأهل المدينة يكسرونها ، قال : وحكى أن سعيدا كان يكره الفتح . وسعيد إمام التابعين وسيدهم ومقدمهم في الحديث والفقه وتعبير الرؤيا والورع والزهد وغير ذلك ، وأحواله أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر ، وهو مدني كنيته أبو محمد . والله أعلم .
    قوله : ( عن رقبة أن أبا جعفر الهاشمي المدني كان يضع أحاديث كلام حق ) أما ( رقبة ) فعلى لفظ رقبة الإنسان ، وهو رقبة بن مسقلة بفتح الميم وإسكان السين المهملة وفتح القاف ابن عبد الله العبدي الكوفي أبو عبد الله ، وكان عظيم القدر جليل الشأن رحمه الله .
    وأما قوله : ( كلام حق ) فبنصب كلام ، وهو بدل من أحاديث ، ومعناه كلام صحيح المعنى وحكمة من الحكم ، ولكنه كذب فنسبه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس هو من كلامه - صلى الله عليه وسلم - .
    وأما ( أبو جعفر ) هذا فهو عبد الله بن مسور المدائني أبو جعفر الذي تقدم في أول الكتاب في الضعفاء والواضعين ، قال البخاري في تاريخه : هو عبد الله بن مسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب أبو جعفر القرشي الهاشمي ، وذكر كلام رقبة وهو هذا الكلام الذي هنا ، ثم إنه وقع في الأصول هنا ( المدني ) وفي بعضها ( المديني ) بزيادة ياء ولم أر في شيء منها هنا المدائني ، ووقع في أول الكتاب المدائني ، فأما المديني والمدني فنسبة إلى مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والقياس المدني بحذف الياء ومن أثبتها فهو على الأصل .
    وروى أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الإمام الحافظ في كتاب الأنساب المتفقة في الخط المتماثلة في النقط والضبط بإسناده عن الإمام أبي عبد الله البخاري قال : المديني - يعني بالياء - : هو الذي أقام بالمدينة ولم يفارقها ، والمدني الذي تحول عنها وكان منها .
    قال - رحمه الله - : ( حدثنا الحسن الحلواني قال : حدثنا نعيم قال : أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان : وحدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا نعيم بن حماد حدثنا أبو داود الطيالسي ) هكذا وقع في كثير من الأصول المحققة قول أبي إسحاق ، ولم يقع قوله في بعضها وأبو إسحاق هذا صاحب مسلم ورواية الكتاب عنه ، فيكون قد ساوى مسلما في هذا الحديث وعلا فيه برجل ، وأما ( أبو داود الطيالسي ) فاسمه سليمان بن أبي داود ، تقدم بيانه .
    - ص 95 - قوله : ( قلت لعوف بن أبي جميلة : إن عمرو بن عبيد حدثنا عن الحسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من حمل علينا السلاح فليس منا . قال : كذب والله عمرو ، ولكنه أراد أن يحوزها إلى قوله الخبيث ) .
    أما ( عوف ) فتقدم بيانه في أول الكتاب .
    وأما ( عمرو بن عبيد ) فهو القدري المعتزلي الذي كان صاحب الحسن البصري .
    وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من حمل ع
    abo doha
    abo doha
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    الاوسمة : التميز الفضي
    رقم العضوية : 6
    الدولة : مصر ام الدنيا
    عدد المساهمات : 124
    التقييم : 24899
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 27/10/2010

    صحيح البخارى الطهاره ج 1 Empty رد: صحيح البخارى الطهاره ج 1

    مُساهمة من طرف abo doha السبت أبريل 30, 2011 6:19 pm

    صحيح البخارى الطهاره ج 1 4111112379
    صحيح البخارى الطهاره ج 1 995907
    صحيح البخارى الطهاره ج 1 301999
    صحيح البخارى الطهاره ج 1 66962

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:58 pm